القدر والبشر.. بقلم / ماجد جاغوب
لا يوجد إنسان قد اختار أين ومتى وكيف وابن من يولد؟ ولكن الإنسان العاقل هو من يستطيع التعامل مع الأسرة والواقع الذي ولد ونشأ فيه وليس بمقدوره إعادة اختيار الأب أو الأم، أو الأهل أو البلد والهروب والتهرب والتنكر لا ينتج عنه سوى تعقيدات إضافية في حياة الإنسان والمفترض هو الحفاظ على علاقات معقولة لا تجر الإنسان إلى دفع ثمن أخطاء ليس له فيها دور أو ذنب وحتى أن اضطرته الظروف إلى دفع الثمن مرة فعليه التوقف ومراجعة النتائج التي ترتبت على دفعه للثمن هل كان مردوده إيجابياً وساهم في توقف الشخص أو الأشخاص سواء أقارب أو أصدقاء عن تكرار التصرف نفسه الذي دفع ثمنه غيرهم، أم أن دفع الثمن مرة يشجع الطرف الآخر على توقع أن يجبر الطرف الآخر على دفع ثمن مرات عدة وارتفاع الثمن حتى يغدو صعب الدفع أو يصاب الإنسان بجرح في أعماقه لأنه يشعر بأن النظرة إليه بقرة حلوباً لا تنضب أو فريسة سهلة قابلة للنهش تحت بند الحرص على علاقة الدم وهنا ينطلق المثل القائل: من لدغته أفعى يخاف من الحبل، وعليه مطلوب من الإنسان أن يكون هو نفسه ويساعد من له بهم علاقة في أمور لا مناص منها إذا استطاع أما حل إشكالات مالية أو قانونية لم تكن ضرورية أو يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها فهنا تتحول من مساعدة إلى استغلال طيبة القلب الزائدة عن حدها وتنقلب إلى نوع من السذاجة التي تكون نهايتها كسب العداء عند توقف الجيب عن حلب المال والمشكلة أنك تكاد تنسى وجه أو رقم هاتف صديق أو قريب وبعد سنوات تسمع صوته في الهاتف أو تراه واقفاً أمامك وتسأل نفسك: ما الذي ذكره بي بعد طول غياب؟ وبعد السلام وحلو الكلام يدخل المتصل أو الزائر إلى صلب الموضوع وهو طلب مساعدة أو قرض . والسؤال هل هذا القريب أو الصديق يحتفظ لك في نفسه بأية محبة أو احترام؟ وهنا يجب المساعدة بقدر مساعدة أي انسان لا تنتظر منه إعادة ما اقترضه إذا ليس أكثر، لأنك إن تورطت فلن تستعيد شيئاً سوى العداء المكتسب .
