المحبطون ... بقلم / د. سلطان الخضور
الحماس خلال أداء الواجب صفة ايجابية ومحمودة،وهو ينم عن شعور آيجابي من المتحمس تجاه محتمعه،ولا يكون الحماس إلا نتيجة للآيمان، إما الآيمان الناتج عن التدين أو الآيمان بالمبدأ، وهو على العموم مقترن بالحب إما حب الوظيفة أو حب العمل أو حب الجماعة الذين يعمل الشخص المتحمس معهم أو نتيجة لحب الوطن أو حتى حب الذات وحب الظهور بشكل متميز وهذا الدافع يقع في آخر الدوافع الآيجابية.
ولكن هناك نوع آخر من الحماس وهو الحماس السلبي الذي يجب الابتعاد عنه والتحذير منه كالحماس بطريقة فردية أو ضمن مجموعة لأداء دور يعطي نتيجة سلبية على الفرد او على المجتمع مثل الحماس لتعزيز العنصرية أو الفئوية أو الطائفية أو المذهبية ...الح.
والمسؤولية التي تقع على من يحيطون بالشخص المتحمس كبيرة، وأقل ما يمكن أن يقدموةه للمتحمس الآيجابي هو التعزيز، حتى لو كان تعزيزا لفظيا وبالمقابل محاولة النهي والردع للمتحمس السلبي حسب الإمكانات والقدرات، والمهم هنا عدم الظهور بمظهر المتقبل لهذا النوع من السلوك الناتج عن الحماس السلبي.
والأسوأ من المتحمس السلبي أولئك المحبطون "بكسر الباء" الذين يحاولون وضع العصي في الدولاب وآيقاف العربة عن المسير ، وأقصد بذلك أولئك الذين يسعون لبث جرعات من السموم تؤدي إلى شعور المتحمس الآيجابي بالفتور ومن ثم الشعور باليأس. وهؤلاء على الغالب يتصرفون إما بدافع الغيرة والحسد أو لشعورهم أن المتحمس الآيجابي سوف يفتح عليه أبواب مغلقة تتطلب منهم مزيدا من الجهد والمثابرة وهذا ما يفتقدونه، فلا هم يعملون ولا هم يتركون المجال للآخرين للعمل، ولا أدل على ذلك اؤلاء الذين يكررون المثل السلبي مثلهم والقائل (إنت جاي تقيم الدين بمالطا ).
المهم في الأمر أن يبقي كل منا على ضميره متيقظا ويضع مخافة الله نصب عينيه.