هيروين ... بقلم / عامر الساعدي
رسمت على جدار غرفتي قبيلة نساء ، ورحت في فضاء النشوة منتعشا ، أتصورني مثل المنطاد يطير في ليلة حمراء ، وأقاتل كل رجال القبيلة ، ثم أقصد المدن النائمة قبل استفاقتها ، وحينما أتعاطى الهيروين أبدو بوجه مستعار، ثم أرتعش في وهج ، بعد أن أصدر اصواتا تشبه سير الجنود على الطرقات الوعرة ، من دون ضوء يغلبهم نعاس الخطى ، مثل قافلة تعرف سارقيها ، الليل ، لا أذكر سوى تلك النوافذ التي تحبس أشعة الشمس مثل رجل مرور يتعاطى ،وعند النهاية يمسك ورقة وقلما ويثرثر ، أتغرغر مشحوب اللون ،وانا أشم ارتعاشات اللهفة ، حابسا أنفاسي بين أسوار القلعة ، أسمع صوت المدمن يجيء بأذني،ويهرع لقراءة أخبار الجريدة ، يبحث بصفحة التعزية عن أسمه المخطوط بعرض " font " الأسود ، يعود ادراجه ليرقد بالظل ، يمد يده ليقطف برتقالة خضراء بأصابع مقطوعة ، قبل أن تفتح الأشجار أنوثتها ، ثم يعود ليلاعب الثعابين من خلف الشاشة ، وهو يراها تتسلق على " title " ، بعدها يتخيل الشتاء ليرتدي معطفا ويسير بحثا عن بقايا الاشجار حينما انتفضت بالخريف ، وهي تخبئ الصباح عن أشعة الشمس ، لكن الحقيقة تقول غير ذلك!.