قبل التورد بنبضة .. نص : الأديب/ مصطفى الصالح
على حين غرة
وجدتني مطرودا... بعيدا نفسي
هائما أبحث في جيوب المدى
عن ذاك الوميض
لا تخطيء الطريق عيني
لكن القشة تخاتل الغريق
يتكاثر عليَّ الهيام فلا أدري
أطائر أنا..
أم أن الكون من حولي يطير!
أخفيف.. والسحاب على كتفي ثقيل!
في حقيبتي الكثير من الشجن
وبعض الدقائق المرهقة
الوقت يعزف ناي الرحيل
أسابق العجلة إليك
تساومني المرايا على قبلتي الأولى..
قلت ولا ما بينهما ولا الأخيرة
ترفع الأشجار أكف الضراعة
تشعر بتأنيب الضمير
تجاهل الحبيب ذنب لا يغتفر
أنفض يديَّ من مشاكل الجهات
مشكلتي الوحيدة
هي الوصول إلى تلك العيون بسلام
وتموج بي البحار ما ماجت الذكريات
في الهزيع الأوسط من النبض
يتفاقم الشوق ويتراكم في عيني الغرام
من خلف روابي العشق
يغمز القمر فيبتسم الزهر
ما هذا الغنج!
احمليني بكفك يا رياح
لا تتمارضي قد أزف اللقاء
توأم الروح
لا تحتار في اختيار السلاح
تطلق الدلال بلا رحمة
ترتب على عجل بضعة كؤوس
في بعضها بهجة عطر
وفي الأخريات طرب الهوى
على نبضنا يتراقص الورد ويهتز الندى
تقترب نجمات نضج فيهن الفضول
وسائد الغيم فيها الكثير من الموسيقى
وزقزقة العصافير
وبسمة الحبيب أعذب لحن في الوجود
فيا دنيا بُشِّي وزغردي
اشتعلي يا شمس واضطرمي
كلي بعضك كيفما شئت وولولي
فالغيرة تأكل صاحبها ومن
ليس له قمر مثلي
في ظله غريق...