إلى غـائبـة .. نص : أ. غياث عياش
هـذا طـريقــكِ للسَّعــادةِ فـاعبــري
جســر النـَّـوى أرجـوكِ لا تتـأخــري
العمــرُ يمضـي .. والقضــاءُ محتَّـمٌ
والكــلُّ طيــفٌ راحـــلٌ .. فتَفكَّـري
سبحانَ مـن سـوَّاك مَـرفـأَ مهجتي
وعلـى ضفــافـكِ يُسْتبـاحُ تَبعثـري
أنــت الأنــوثــةُ بالبـراءة أتْـرِعَــتْ
فَتـألَّقــت ببهــاء طهْــرك أَسْطــري
إنَّ الأنــوثـــةَ .. منهــلٌ لمحـاســنٍ
يُـروَى بهــا عطشُ الشُّعـور المقْفـرِ
فيـك النَّضـارة وازدهـــارُ مفـاتــنٍ
أذْهلتِ بالحسن الشَّفيـفِ تصـوُّري
كيف الحياة ودربُ وصلكِ موصَدٌ
وأنـا علـى صخـر الحنيـن تكسُّـري
فيـم التغــرُّب .. والفِـراق مــؤرِّقٌ
والحـبُّ يـرفـض قسـوة المُتَجبِّـر
إنَّ الهــوى للنَّفـس بعـضُ ضـرورةٍ
نَسْمـو بهـا .. والبعـدُ .. غيـرُ مبـرَّر
أنا مـن تكبـَّل في غـرامك خافقـي
وانْثَـال يُعلــن : لا أريــد تحـــرُّري
فغـرامُنـا .. لبـسَ الفضيلـة بُــردةً
ومـروجُـه سُقيـتْ بمــاء الكـوثــر
والحبُّ قـد زرع العفـاف بـروضنا
فَبـَدا نعيمـاً .. كـالـرَّبيـع المـزهــر
آيـاتُ سحـركِ قَدْ وقعتُ أسيـرَهـا
إذ كنـتُ عنـدكِ تَـوأمـاً .. لا تُنْكـري
الُّلطفُ يُرشَـف من طباعك صافياً
ويذوبُ فيـه .. تلهُّفـي وتصبُّــري
وأنـا المـولَّــهُ فـي وريـديَ غصَّــةٌ
أنـت الشِّفـاء. .. لعلَّتـي فتصــدَّري
ذكـراكِ ما بـرحتْ تـراودُ خـاطـري
والشَّوقُ يُذكي في الغياب تَسعُّري
مِنْ بعـدِ بُعـدٍ في المشاعر جَـرحُـه
أصبحـتُ أزفـرُ .. آهــةَ المُتَحسِّـر
صَبـري شغـوفٌ بـانتظـاركِ واجفٌ
ميسي كبـدرٍ في الدُّجى وتبختري
سـأبـوحُ ســراّ لسـتُ أُنكـرُ وقعَــه
أوقفـتِ بالحـبِّ الطَّهــور تهــوُّري
ما غـابَ عن خَلدي رهيـفُ لقائِنـا
لمَّــا أتيـتِ كمــا الصَّبــاح المُبهِــر
السُّحر شـالُك .. والجمالُ خرافـةٌ
فَسَبَـتْ عيـونـيَ سَطـوةٌ للمظهــر
مازال قولك في الصُّـدور مُسطَّـرٌ
ويُهيـجُ في دنيـا الخيـال تـذكُّـري
إنـي أحبُّــكَ .. والحيـاء هـويَّتـي
أنـا زهــرُ أنثـى والـرحيـق تنثُّـري
أنـا جمـرُ شوقٍ وانْهمـارُ عـواطفٍ
ولكمْ نسجتُ من الغـواية مئـزري
والليـل يعـزف أنَّتـي ومـواجـدي
وأهيـمُ نَشـوى في قفــارِ تـوتُّـري
كيـفَ السَّبيـلُ إلى فــؤادكَ دُلَّنـي
أَيَجوزُ في عُرفِ الغـرام تَصحُّري
بـاحـتْ بمـا حَلـمَ التَّـولُّـه سَمعَـهُ
ثـم انْثنـتْ خَجلـى بخفـرٍ مُسْكـر
فَـأجَبتهـا والوجد يشعلُ صَبـوتي
أنت الرِّهـام على المشاعر أمطري
يتفتَّـق العمــر الحـزيـن بـراعمــاً
ويـزول من ريِّ الـوصال تضـوُّري
يامن كتبتُ لك الحروف قـلائـداً
ونصبـتُ من ولهي ببـابك مِنبـري
قلـمُ الحياة يخطُّ زفْـرة حـرقتي
وحـروفيَ الثَّكلـى تبـوح تـأثُّــري
عودي إلـى دوح الحبيب فراشـةً
تمحينَ من سِفـر الشجون تذمُّري
وتـربَّعـي عـرش الفـؤاد .. أميـرةً
وتـذوَّقي شهـد الهنـا أو فاهْجري
إن لـم تعـودي قـد يجـفُّ مدادنا
وتموتُ قافيتي ويخرسُ مزْهري
لـم يبـقَ عنـديَ مـا أبــوحُ تغــزُّلا
فالشِّعر يطـرق ذاويـاً في دَفْتري