مَالِي سِوَاك هَوًى .. نص :: أ. سعاد الفضلي
هكذا عندما تنوي الرحيل يشدها الوطن والحنين
سُعَاد الفُضْلَى
الأَدَبُ وَالفَن
أَنْتَ فَقَطْ وَغَيْرَكَ وَلَا أُرِيدُ
فَأَنْتَ عِشْقِي وَأَنْتَ حُبِّي
وَأَنْتَ. اِبْتَعَدْتِ عَنِّي فَكَيْفَ تُبَرِّرِينَ
تَجْرِي دِمَائِكَ فِي عُرُوقِي
فَهَلْ لَكَ أَنْ تُفَصِّلِي قَلْبِي مِنْ الوَرِيدِ?
ضَيَّعْتُكِ وَسْطَ الزِّحَامِ جَنُوبًا
وَهَا أَنَا ذَا اليَوْمِ أَلْتَقِيكِ وَأَنْتَ فِي السُّوَيْد
لَا تَنْطِقي أَذْهَبُ, أَرْحَلُ لِمَنْ تَشَاءُ
وَتَتْرُكِينِي أُعَانِيَ ظُلْمًا, أَوْ أُمَوِّتُ شَهِيدَ
حَارَتْ بِنَا الشَّمْسُ وَاِمْتَعَضَ القَمَرُ
يَقْظَتُنَا طَوِيلَةٌ وَنَوَّمْنَا عَنِيد
حُلْمِي وَحُلْمُك هُوَ المَصِير
وَبَيْتِنَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ بِهِ تَقَصُّدَيْن
لَا زُخْرُفًا لَا مَرْمَرًا وَلَا حَتَّى حَدِيد
بَلْ عَبِقُ النَّهْرَيْنِ يَمُرُّ به
فَيَتْرُكُ عِطْرَكَ الَّذِي كُنْتَ تُفَضِّلِينَ
بَيْتُنَا طِينٌ وَمَاءٌ, وَمَاءٌ وَطِين
أُصْبِحُ سَهْلًا لِكُلٍّ الطَّامِعَيْن
لَا هُوِيَّة, لَا خَرَائِطُ, لَا حُدُود
لَا تَقُولِي أَرْحَلُ لِمَنْ تَشَاء
وَأَنَا مَالِي سِوَاكُ هَوًى وَسَوْفَ أَعُود
لَا أَدَّعِي الحُبَّ وَأَنْتَ تَعْمَلِين
سَأَلْتَقِيكَ مِنْ جَدِيد
شَوْقِي إِلَيْكَ بِلَا حُدُود
وَلَا أَشُكُّ أَيْضًا بِأَنَّكِ تَجْهَلِين
لَهْفِي عَلَيْكَ كُلَّ يَوْمِ يَزِيد
وَأَنَا بِاِنْتِظَارِك يَا فَارِهَة العُود
كُنْت وَمَا زَلَّتْ حَلْوَة
وَهَذَا فُسْتَانُكَ المُرَصَّعُ بِالجَوَاهِرِ
وَالَّذِي تَفَضُّلَيْن
قَدْ كَثَّرَ العُشَّاقُ حَوْلَكَ وَالحَسُود
وَحُبِيَ لَكَ إِيَّاكِ تَنَكُّرَيْنِ
فَلَا تَقُولِي أَذْهَبُ فَانِي عَائِدٌ إِلَيْك
وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ
فَقَلْبِي لَمْ يَكُنْ يَوْمًا لِغَيْرِك
وَلَنْ يَكُون
دَاعَبَتْكِ طِفْلَة وَهَا أَنْتِ اليَوْمَ تَكْبُرِين
لَا تَفَقُّدَي الصُّبُر وَتَفَقُّدِي الأَمَل
وَتَابِعِي السَّيْرَ وَلَا تُتْعِبي
فَأَنْتِ بِنْتُ العِشْرِين
يَا مَوْطِن الحُب أَنْت
تَمَسُّكِي تَمَالَكِي أَعْصَابَكِ
وَلَا تَتَسَاهَلِي
فِي الدِّفَاعِ عَمَّنْ تُحِبِّين
وَتَابِعِي السَّيْرَ وَلَا تِنِّسِي
بِأَنَّكِ بِنْتُ العِشْرِينَ
وَلَا تَقُولِي أَرْحَلُ لِمَنْ تَشَاءُ
فَانِي عَائِدٌ أَبْكَى إِلَيْكَ وَعَلَيْكَ
فَسَكْبَ الدُّمُوعِ حَبِيبَتُي
ضَرِيبَةُ كُلِّ المُحِبِّينَ
