قرارات عودة المرقنة قيودهم .. مع وقف التنفيذ .... قراءة :: أ. عز الدين المانع
نشرت وكالات الأنباء قبل أشهر نبأ حصول عجوز تركية على شهادة جامعية ، وخلاصته أن عجوزآ في الرابع والسبعين من عمرها حصلت على الشهادة الجامعية لتنطلق بعدها في العمل محامية .. وقد استطاعت هذه العجوز التركية التي تدعى ( أنجي أريكان ) أن تكمل دراستها الجامعية بعد انقطاع دام ( ٣٧ ) عامآ وعادت لاستئنافها ، وتمكنت من الحصول على الشهادة التي أهلتها للعمل في المحاماة, وفِي واشنطن تحقق حلم جدة أمريكية تبلغ ( ٧٩ ) عامآ من الانتظار ، وكانت الظروف الأسرية الصعبة في حينها قد حالت دون الحصول عليها وهي في عمر الشباب ..وتدعى هذه الجدة ( مارغريت بيكما ) من ولاية ميشيغان الأمريكية .. وكان يفترض أن تتخرج عام ١٩٣٦ إلا أنها تركت الدراسة علم ١٩٣٢ من أجل الاعتناء بأشقائها بعد إصابة والدتها بالسرطان, وهناك العديد من الحالات المماثلة التي تشير إلى أن فرص إكمال الدراسة مفتوحة أمام الراغبين حتى بعد تركها لعدة سنوات .. ولا توجد أية ضوابط تحول دون ذلك, وهنا في العراق ، الذي يعيش أعوامأ عصيبة منذ تغيير النظام عام ٢٠٠٣ وظروفآ استثنائية مريرة من جراء استمرار الحرب على فلول داعش والإرهابيين ، ونزوح الآلاف من العوائل من مساكنها واللجوء إلى المخيمات والكرفانات واستشراء ظاهرة الخطف والتهجير القسري والمشاكل الناجمة بين الإقليم والمركز وغيرها من الإفرازات التي أدت إلى انقطاع أعداد غفيرة من الطلبة عن الدوام وتعذر استمرار الآخرين في الوصول إلى كلياتهم ومعاهدهم بانتظام سيما في المناطق المنكوبة ، تقف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سدآ منيعآ بوجه الطامحين من الطلبة المرقنة قيودهم بالعودة إلى مقاعدهم الدراسية وتتركهم على صفيح ساخن بحجة الحفاظ على الرصانة العلمية في الجامعات ، وكأن جامعات العالم المتحضر التي تفسح المجال لكبار السن بالعودة ، غير رصينة ,وبعد مطالبات عديدة امتدت ما بين البرلمان وساحات التظاهر وأمام مدخل الوزارة وعبر قنوات التواصل الاجتماعية ، أصدر الوزير قرارآ - على استحياء - يقضي بعودة المرقنة قيودهم للدراسة خلال العام الدراسي ٢٠١٧/٢٠١٦ بتخصص أدنى وبشرط عدم وجود سنوات إهدار أكثر من عامين ، وغيرها من الضوابط التي أفرغت القرار من محتواه وحالت دون الإفادة منه ، وتكرر هذا المشهد المأساوي من جديد خلال العام الدراسي الحالي ٢٠١٨/٢٠١٧ حيث أصدر قرارآ مماثلآ بعد الإلحاح الشديد والمطالبات المتكررة يقضي بالسماح للطلبة المرقنة قيودهم بالعودة إلى مراحل أدنى واختصاصات مغايرة ولكن .. بقيت تلك الضوابط المتعنتة حائلآ دون الأفادة من القرار الجديد ، وهكذا .. سوف يبقى المرقن قيودهم مشتتين في شوارع وأزقة البطالة بانتظار قرار ينتشلهم من الضياع ويعيد لهم الأمل بالعودة إلى عالم الدراسة حتى لو كان ذلك بمقاصة واختصاص مقارب .. وهذا ما يتمنونه قبل بلوغهم سن العجز بعيدآ عن ضوابط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي حرمتهم من قرارات العودة مع وقف التنفيذ .