"عيدان قلبي".. حين يتشظّى الحنين على لسان عامر الشبلي
بقلم ومتابعة الاعلامي حسين داخل الفضلي /مجلة دار العرب الثقافية / العراق / في قصيدته العذبة "عيدان قلبي"، يفاجئنا الشاعر الإماراتي الرائع بهدوئه وجمال كلماته عامر الشبلي بنصٍ محمّلٍ بالوجدان، غارقٍ في الحنين، ومفعمٍ بالرمزيات، كأنّه يعزف على أوتار القلب مباشرة دون وسائط. فالقصيدة، من عنوانها وحتى قفلها، تشي بحالة شعورية نادرة تجمع بين الانكسار والرجاء، وبين الذكرى والنبض المستمر.
"عيدان قلبي" ليست مجرد استعارة بل هي صرخة من شاعر أتقن أن يجعل من قلبه غصنين من شوق، كلّ غصن منه يتمايل تحت وطأة الفقد أو غيابٍ لا يُسمّى.
عامر الشبلي، الذي تعوّدنا على نصوصه النابعة من بيئة الخليج والهوية والصدق العاطفي، يكشف لنا هنا جانبًا آخر من تجربته: قلب الشاعر حين يصبح مادة للقصيدة نفسها، حين يتقوّس على ذاته ويكتب من داخله، لا من حوله.
في أبياته، تنثال الصور الشعرية برقّة مدهشة:
> كأن قلبي خشبتي عود... كل نبضة تُغنّي وجعاً
وكل وترٍ موالٌ لضياعك...حفيف
لغة عامر الشبلي تتنقّل بين لبساطة والعُمق، لا يثقّل نصّه بزخارف، بل يدفعك للتوقّف أمام كل بيت، لتعيد قراءته، كأنك تستنشق شعوراً لا يُروى من أول مرّة...[ حفيق الريح واصوات الحمايم ] لغة ممتعة في
القصيدة ،، والقصيدة لا تُقرأ فقط، بل تُحسّ، تُسمع، وتُلهم. وربما هذا سرّ عامر في قصائده الأخيرة: أنه شاعر يتقن فن التوهّج الداخلي، يكتب بالنبض، لا بالحبر فقط.
ختامًا
قصيدة "عيدان قلبي" تؤكد أن الشعر لا يزال في مأمن حين يُكتَب من القلب للقلب. وأن عامر الشبلي، بموهبته العاطفية العالية، صار أحد الأصوات النادرة في الخليج التي تستطيع أن تحوّل الانكسار إلى جمال، والحنين إلى موسيقى.
