قلبٌ مُقشّرٌ
لين الأشعل
قلبي لٓمْ يعدْ قادرا على تحمّلِ ٱلامِ عُمقِه ...بشراسةِ أنيابِ
الأسدِ المغدور به، إقتلعتُه ذات يوم من صدري؛ برزٓتْ أخاديدُه القديمةُ فعلّقتُه
في ساحة عموميّةٍ ثمّ حملتُ جسدي إلى مثواي...
شرعتُ أحلّق في الجوّ فحٓسٓسْتُني خفيفةً دون قلبٍ مثقلٍ بالغدرِ و
النّفاقِ.
من خلال ثُقْبٍ في السماء، خزٓرت تجمهرٓهم حوله و هم يتنازعون أمرٓه
بينهم، محاولين قراءةٓ كلمات مُبهمة محفورة في كلِّ شريانٍ من شرايينه...
وسط تلك الغوغاء و ذاك التّصادم، اشرأبّت أعناقهم و تشابكت أياديهم
الفضوليّة مثل تشابك شرايين قلبي، أخذ هو يفكّرُ في حلّ مُناسب لتسريحِها كي
تستوليٓ كلُّ يدٍ متطفّلة على شريانٍ فيُفٓكّ شفيرُ عبارات الإستياء الذي أصابه..!
بصوت ٱسف..مخنوق، ينطق خافقي مُترجِّيا كلّٓ شخص أن يتقدّم عند سماعِ
عبارةٍ تخصُّه :
-الأخ الذي حنث العهد !
-الحبيب الذي وعد و لم يفِ !
-الصديقة التي ولّدت دمعٓ الخيانة و الغدر !
-التّذكار الذي لا يزال يحمل وجعا و قهرا.............!
طأطأ بعضُ الملتفّين حوله رؤسٓهم وهمّوا بالانسلاخ عن الجمهور..
والبعض الٱخر كمن ندم على سلوك مٓعيبٍ وٓ به رغبةٌ في إصلاح خطيئتِه، كانوا
يتقدّمون ثم يتراجعون خطوة للوراء...
وٱخرون أصابهم الذّهولُ فتسمّروا مكانهم خِشيةٓ انكشاف أمر خداعِهم
لقلبٍ مرهفٍ.. مرهقٍ...
تٓركتُهم لدهشتِهم و لندمٍ يلتهم قلوبٓهم ...دُونما التفاتة، عدت إلى
مأواي والقشورُ في قبضةِ يدي أصفعُ بها خدودٓ قلبي عساهُ يستفيق .