حد الثُمالة
عادل المعموري
تعطّلت سيارتي في الطريق الصحراوي ، في
ليلة حالكة السواد ، ليس فيها قمر ولا نجوم .كان الشارع فارغاََ، والصمت المخيف
يجتاحني بعنف ، فترتعد له جوانحي .لمّا فقدتُ الأمل بالنجدة ، أحكمتُ اغلاق زجاج
السيارة ، وتدثرتُ ببنطالي الخشن ، كنتُ اسمعُ أصوات كائنات ليلية تقترب مني ،
أقنعتُ نفسي با لأمان وأن لاشيء في هذه البرّية المنقطعة ، فجأَةً دون سابق
انذار..إ لتفّ من حولَ سيارتي حيوانات مرعبة.. لم أرها في حياتي من قبل ، عيون
تلتمع، يتطاير منها الشرر، مخالبها المرعبة تُخرمش الزجاج من كل جهة ، حشرتُ نفسي
تحت المقوّد ، ووجيب قلبي لا يهدأ . تيبّس ريقي وتخاذلت أعضائي .شعرتُ بصوت الزجاج
يتكسر ويتطاير على وجهي
تهشّم الزجاج تماماُ واندفع كبيرهم
محاولاََ سحبي بمخالبه الحادّة عبر فتحة باب السيارة ، تشبثّتُ بالمقّوَد . صرختُ
لعلّ أحد يسمعني .لم يجدِ صراخي شيئاً ، اقتربَ وجه الوحش منّي حتى كادَ يلامس
وجهي ،كاشراً عن أنيابه، سمعتهُ يقول بصوت مبحوح كفحيح الافاعي :
_أستاذ ، يا أستاذ .رفعت رأسي وصرختُ
به:
_ أين أنا ؟!
سمعته يردف قائلاً:
_أنت ثملٌ جداُ ..ها أننا نغلق المحل
..إدفع الحساب من فضلك ..سيارتك هي الوحيدة
في المرآب الآن !