نداءٌ أليم
الشيخ كريم حسين/ العراق
قالت أراك ساهراً بلوعةٍ
والفجرُ قد قاربنا طلوعهُ
غابت نجومٌ رحل الدجى وأنت
كالسقيم تشتكي ظلوعهُ
أرح ولو بساعةٍ منّي الجوى
همّك أشقى ليلنا جميعهُ
قلتُ لها هل تنتهي همومنا
والقلب صار همّنا ضجيعهُ
ومادرت إني عليلٌ في الدنى
وناسها خليلها تبيعهُ
ومادرت إني حزينٌ في الورى
على حزينٍ ساكبٌ دموعهُ
عراقنا جراحهُ تجري دماً
وقد سقت دماؤنا ربوعهُ
الشرُّ قد ناخ بنا بجرمه
بعض الورى يحلو لها صنيعهُ
ماسلمت زهورهُ ولا ربىً
قد ملأت اشلاؤنا بقيعهُ
ولا نجت اطفالها حدائقٌ
ولانجا من نارها ربيعهُ
فأسوة لنا بسبط المصطفى
وطفلهُ صار الردى رضيعهُ
صفاتنا مكارم الأخلاق من
جيلٍ الى جيلٍ وصارت طبعهُ
إني لكم ياأهلنا مخاطباً
الخيرُ فينا اشعلوا شموعهُ
إني لكم ياأهلنا معاتباً
الشرُّ عنا ابعدوا نزوعهُ
إنَّ الفقير قد غفا بحسرةٍ
حرمانهُ أضنى بهِ وجوعهُ
ليس من الدين يهان يُزدرى
وديننا أوصى بهِ شبيعهُ
ولي كلامٌ بالأسى منادياً
لأخوتي أين العلى ونبعهُ
ياإخوتي ياموطني ياعربي
متى يلمُّ شملنا جموعهُ
ففكرنا دوّى الدنى بصوته
صار الورى يرمي لنا علومهُ
ونحن تيّهنا الخطى ببعدنا
والفكر كان صاغياً سميعهُ
وسيفنا كانت لهُ منزلةً
واليوم صار بيننا لميعهُ
وبعضنا لا يقبل النصح ولا
من طاعةٍ وللعدو رجوعهُ
فراح بعضنا لبعضٍ قاتلاً
والسيف قد صار بنا نجيعهُ
صرنا باموالٍ نباع نشترى
والودُّ عند بعضنا خليعهُ
ماذا للأجيالٍ نقول ما وما
إنَّ العدى عند اخٍ رفيعهُ
مالي أرى مصائباً تترى بكم
والموت فيكم نازلٌ فجيعهُ
والمسلمون اصبحوا في فرقةٍ
قد هجرت إسلامها وشرعهُ
أسلامنا ألم يكن ولم يزل
بالحبِّ دوماً بالصفا زروعهُ
إنَّ الذي عرفتهُ من ديننا
الخيرُ دربٌ والتقى متاعهُ
وليس من أفتى بقتلٍ باغياً
أو طوّل القيام او ركوعهُ
إنَّ الذي عرفتهُ من حياتنا
الحبُّ بحرٌ والوفى شراعهُ
إنّ الذي عرفتهُ من زماننا
الحقُّ نصرٌ والورى تضيعهُ
ياأهلنا إنَّ الشعوب قد رقت
والجهل في اوطاننا قبوعهُ
فالعلم نورٌ باهرٌ ونورهُ
يضيءُ في طريقنا سطوعهُ
والحب في وجودنا اساسهُ
و حبنا من الفنى منيعهُ
والعيش لايحلو لنا الا بهِ
والكون منه شادهُ بديعهُ
لقد مضى زماننا بحرقةٍ
والدهرُ نامت بالحشا جزوعهُ
فالنصرُ قادمٌ وإن طال العنى
قد شعَّ نورٌ بالدجى شعاعهُ
والليل راحلٌ وإن طال الدجى
نزيح عن صدورنا هجوعهُ
والفجر قادمٌ وإن طال المدى
تبقى لنا أيامهُ ربيعهُ
------------------------------------------
كتبت هذه القصيده في٢٠١٢/٣/١٥م

