بَينَ جَنبَيَ أراها تَحتَدم..
تُسرقُ الشَهَقاتِ بِأكُفِ الألَم..
أنشَأَت فِي الرُوحِ سُرداقاً..
وَأقامَت فِي اللَّيالي مَأتَما..
رَطانَةٌ تَجوبُ المَكان ..
وَحُبكَةٌ بِلا عِنوان…
شُخُوصٌ بِلا مَلامِحٍ ..
أَسماءٌ يُنادى بِها هُنا وَهُناك..
ضَجيجٌ يَعُمُ الحُضورَ..
وَمَشاهِدٌ تَداخَلَت فِي الخَيالِ..
كُلُّ ذلِكَ وَالإرهاقُ يُعَنِّفُ الزَفيرَ..
وَسِياطُ الوَجَعِ تَجلِدُ الرُوحَ..
وَالضَميرُ أَعيَتهُ الأَغلالُ..
وَالصُبحُ بَعيدٌ كَأَنَّهُ مُحالٌ..
يُسابِقُ الدُجى جُموحَ النُورِ..
وَيُكسِبُ اللَّحظاتِ عُتمَةً وَذُهولاً..
نَتَشَبَثُ بِالصَبرِ رَغمَ ألَمِ الشُعورِ..
نُنادي الصَباحَ لِيُوقَفَ الصِياحُ..
وَيُرمى السِلاحُ ..لِيعُمَ الهُدوءُ..
وَتنسَحِبَ تِلكَ الجُيوشُ مِنَ الروحِ..
كَأنَّها هُدنةٌ لِوَقتٍ يَسيرٍ..
حَتى نُداوي الجِراحَ ..
وَنرى فَراغَ السُوحِ..
وَبَقايا الدَمارِ ..
وَسُرعانَ ما تُعادُ الحُروبُ..
وَما أطوَلَ ساعاتِها..
وَما أسرَعَ حِينِها..
كَأَنَّ السَلامَ باتَ ضَئيلاً..
وَحَتى المَنامَ صارَ عَليلاً..
✍
💧
# د.عدنان البصام

