الموت الأنيق
اليومَ تدركُ يا رفيقُ..
وأنت ثاوٍ في زئير الموجِ
تلتحفُ المخاوفَ و الأسى
أن ليسَ ثمّةَ في أساطيلِ المدى
أملٌ يلوّحُ للغريقْ!
الآنَ تلمسُه يقيناً شائكاً...
ما كنتَ تحسبُهُ جنيناً للردى مُتهالِكاً
يلفّه حبلُ الغموض فيرتمي ...
طوراً يفيق ..ولا يفيق
الآنَ تسمعهُ الجوارحُ صادحاً
شبحا يقهقهُ إذ يزجّ عظامَنا بفمِ الحريق :
مُت كلّ يومٍ هاربا من ليلِهمْ ..
من جمرهم يكوي أكفَّ الحلمِ
وَشْماً لليبابِ ..
أتنكرُ الجرح العتيق؟!
مُتْ كلّ يوم هانئاً
فيما تُجِنُّ من الرضا والذكرياتِ الذاهلاتِ ..
فإنّهُ موتٌ أنيق
ها أنتَ تبصِر نبضَ قلبكَ راكضاً
يعوي بأُذنِ الليل ..
يمخُرُه الصدى ..
يأتي بها المَدُّ السحيق:
دمك الطريق إلى الطريقْ
دمك الطريق إلى الطريق
ماجدة .

