قصيدة نثر
.♧ انا و البحر ♧
كلّ شيء جائز في البحر. مباح لك أن تمازح الموج. قلبك يغني كي تهاجر مراكبكَ ، يبحث في جلابيب الوقت، عما تبقّى من أناشيد الصدى، فوق ناصية حصاد آخر الأسفار ، خذهُ الى آخر الكواليس ، دعهُ يسرقك خلف الشاشات المُعبأة بالعبور ، كل شيء يعرفه البحر كما تعرفه الزوارق المصنوعة من القطن ، في قاعات المسارح ، وبين أوراق أشعارك ، الراقدة في مشفى النبض، سأكتب مسرحا جميلا ، وأحشرُ نفسي بين دورين أحدهما يسطو على الآخر، وقربي دور للمرافيء والسفن الغريقة والبحر ، ونجمة تطبع قبلة سوداء على عنقي المشنوق في نصوصي المرفوضة من العرض. تنتظرها كواليس القمامة ، خذني إليك ، خذني إليك. آخر ما قلتهُ للموج وآخر ما قاله الموج لي. من يسرقني مني.. لصٌ أنا ،أخطف الموجة إلى مثواها الأول والأخير ، ماكرٌ أنا، أعيدني إلى انحناءات الموج كلما أنزلتُ أشرعتي صعدتْ لوحدها، وحدي أحضن الكواليس فوق منصات جسد الشيطان ، تحضنني النصوص وتوشوشُ.. أن كلَّ شيء جائز في البحر وأنا أكتب بقيتي دون ملح، يدفنني ويحييني قلم الرصاص ، ألقي بأنفاسي على ورود أصطناعية...سماد الموج... أهلاً.... فالبحر...حيٌّ وكل شيء حيّ فيه.
حميد محمد الهاشم / العراق