حينما لا تتوفر حلول أخرى
.............
قصة قصيرة بقلم / محمد البنا
.............
انسلت من تحت الغطاء بهدوء، ومشت تعرف خطاها الواثقة طريقها إلى مطبخه، تتنازعها رياح لحظاتٍ مضت، تطيح برأسها لكن قدميها ثابتتان تتناوبان الخطى..في طريقها إليه كادت العاصفة تنحرف بسيارتها عن نهر الشارع، لكنها رابطة الجأش لا يطرف لها رمش، كانت تعلم أن الليلة عاصفة ملبدة الغيوم؛ وخرجت..اودعت قبلتين حانيتين على خدي ابنتيها، وأحكمت تدفئتهما، وغادرت!.. أمام بنايته السكنية عيناها تصعدان على درج الطوابق، استقرت عند نافذته المضاءة في الطابق السابع عشر؛ تنهدت بارتياح..أمام باب شقته تريثت لهنيهة قبل ان تعمل مفتاحها الخاص لفتحه؛ أرسلت رسالة مكتوبة " لانتتظرني، واعتني بابنتينا جيدا"..لم يتفاجأ بها قادمةً إليه في غنج، تلقاها بين ذراعيه كعادته " أكم من مراتٍ حاولت وفشلت!" هكذا حدث نفسه، كان على يقينٍ تام بفشلها هذه المرة أيضًا، تلقته كعادتها قطعة صلصال يعيد تشكيلها، فرغ منها وغفا، ولم يتوقف كثيرًا عما أفصحت عنه عيناها، عزاه إلى شبقٍ طفح بعد طول غياب..توقف سيل اللحظات لحظة أن توقفت أمامه وبيدها شيءٌ يلمع نصله عاكسًا ضوء المصباح..الأحمر!
............
محمد البنا...القاهرة في ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢