لوحةٌ منتهيةُ الصلاحية
...................
لا اتذكر.. حينَ انتشى الليلُ وأنا
أنظرُ في ظلامِه ...
لا اتذكر.. حينَ رَماني بوابلٍ من العتمةِ..
وأنا أحلمُ بالضوء..
لا اتذكر.. حينَ جلستُ أستمعُ لصفيرِ سوادِه ..
وأنا أملأُ خاصرتي وجعَ الامسِ..
لا أتذكر ..حينَ عفّرَ جبيني بصلاتِه الطويلة ..حتى ينقطعَ النور..
وخزٌ من شياطين الحقد.. في البلاد
والعبادُ تعصرُهم النشوة فرحين بالخرافة..
لا أتذكر.. حينَ ملأَ فمي طينُ النهر..
كان حصى الشارعِ أرحمَ من قيرِ اليوم..
مع أنَّ ...في الحالتيّن خرابٌ..
لا أتذكر .. وأنا أصبغُ جدرانَ الغرفة
شعراً حزيناً واسردُ ألواني
على ملابس الدهر ...
أرسمُ لوحةً مقضيّةً
ربما منتهية الصلاحية
لا أتذكر من كان بارعٌ فينا ..
حزمنا له الحقائبَ لندفنَها معه
هارباً من جحيمِ الحزنِ والقهر..
كان مغزلُ أمهاتِنا يفطمُنا على الدوران... والبحثِ عن الحرّية...
خيوطُ القحطِ تسرجُها جلودنا
ونحسبُها ترتقُ حرقةَ الشمس..
وما زالت تنهشُ فينا طفولتَنا
فنعيشُ الكِبرَ حالمين... بالتوقف..
فاضل ضامد
العراق ..كربلاء
2022
اللوحة من اعمالي..