-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

قصةةقصيرة ♡فاكهة الخطيئة♡ بقلم الكاتبة ليلى أحمد

  


 *فاكهة الخطيئة ♡*قصة قصيرة


رأسي يكاد ينفجر، لاأعلم كيف اتصرف؟ 

لأهدأ قليلا وأجلس، نعم لأفعل ذلك، لماذا أختارني القدر لأكون شاهدا عليها وعلى خيانتها! 

من قال إنها تخون؟ 

ربما كانت في لقاء عمل! 

هل معنى إني رأيتهما في أحد مطاعم الفنادق الفاخرة يتناولان الغداء دليل خيانة! 

ياهذا ماذا تقول! ألم تسأل موظفة الإستقبال عنهما فأخبرتك إنهما زوجان ؟ 

نعم فعلت. 

ياللهول لماذا تفعل تلك المرأة ذلك؟ 

ربما لحاجة مادية؟ 

ماذا حاجة مادية! كيف وقد ولدت في عائلة غنية اكملت دراستها وتخرجت من الجامعة ثم حصلت على وظيفة مرموقة في احدى الشركات ووظيفتها تلك تجعلها دائمة السفر والتنقل بين البلدان ،دخلها ممتاز ، زوجها رغم إن دخله متوسط إلا أنه لم يبخل عليها بشيء ، فلا تقنعني بالحاجة المادية. 

حسنا، ربما كانت تحتاج إلى رجل يغدق عليها بمشاعر الحب بعد أن جف مابينها وبين زوجها؟ 

كلا : ماذا تقول لقد أحبها وتزوجها بعد فشل تجربتها الأولى في الزواج وعاشا عقدا من الزمن في سعادة وتفاهم يحسدهما عليها الجميع، ولكنها فضلت ذلك الثري الذي ظهر فجأة في حياتها وانقادت خلفه كالبلهاء، ربما كان حبيبها السابق، هل يعقل ذلك؟ ياالهي إني أضع السيناريوهات وأكلم نفسي، لعلي أقع على حقيقة الأمر. 

قل لي ياصديقي هل الخيانة تولد مع الشخص أم إنها عادة مكتسبة؟ 

لماذا يخون الناس؟ 

لاأعرف أجابة لسؤالك ربما كان هنالك استعدادا نفسيا للخيانة، ربما هنالك جمرةتحت الرماد ماأن وجدت ظروفا ملائمة اتقدت

لاأعلم حقا أكاد أجن، هل أحتفظ بالسر أم أبوح لصديقي بما رأيت وعرفت عن زوجته أم أولاده وأكون سببا في خراب بيتهما؟ 

ربما تراجع نفسها، تندم وتتوب أليس كذلك؟ 

لاأعلم حقا ماعلي فعله! 

ربما من الأفضل أن أذهب للنوم وأنسى مارأيته

نعم ربما كان ذلك أفضل لك . 


هل تعلم ياصديقي إنني قد خبرت قصة بدايتها ونهايتها مختلفة , بطلتها امرأة أخرى تحمل نفس أسم زوجة صديقي 

نعم إني أتذكرها جيدا

أتذكر سوسن ذات الاربعة عشر ربيعا ،كانت جميلة جدا كزهرة ندية ،وقعت في حب فتى يكبرها بتسعة اعوام من عائلة غنية مازال بها حتى أوقعها في حبائله نال مراده ثم تنصل عن فعلته وتعالت عائلته على عائلة سوسن الفقيرة ، وسط العار الذي لحق بعائلتها فضل والدها الأنتقال إلى المدينة حيث سعى لتزويجها هناك وتم له ذلك ، أخبر العريس بأنها مطلقة، تم الزواج على خير وظن إنه أرتاح من همها وغطى على فضيحته ، لكن العريس سرعان ماوصل إليه خبرها عن طريق شخص من قريتها ، طلقت الفتاة ، رغم ظروفها القاسية ونظرة الازدراء التي كان الناس يرمقونها بها، إلا إنها لم تنكسر زادها الأمر قوة،صمدت، وكافحت ، واكملت دراستها، تخرجت من كلية الأداب واصبحت مدرسة في احدى مدارس البنات، عرف عنها المثابرة، والصلاح والتقوى وقد أحبها كل من عرفها، شاءت الصدف بعد خمسة وعشرين سنة على حادثتها أن تدرس إبنة أخ حبيبها السابق في المدرسة التي هي فيها بدون أن تتعرف عليها، ذلك الحبيب الذي سرق براءتها وعفتها واصل حياته تزوج وأنجب خمسة ابناء كبروا وتزوجوا وقابلوه بالعقوق والنكران فخرج من قريته يجر أذيال الخيبة ويحمل هما وغما كبيرين ، أستقر فيه المقام عند أخيه الأصغر، كان يراجع يوما لأبنة أخيه فذكرت امامه بالصدفة أسم مدرسة المادة، أعاده الأسم إليها طرق ذاكرته بمطرقة تزن اطنانا من الذكريات قال لها هل هي سوسن الحبيب؟ أشارت الفتاة برأسها موافقة ، عاد متسائلا كم يبلغ عمرها، قالت يبدو لي إنها في الثلاثينات ، كم الدنيا صغيرة، حزم أمره على تصحيح فعلته وإراحة ضميره، انتظرها بباب المدرسة لقد غيرت ملامحه السنون لم تتعرف عليه في البدء حتى عرفها على نفسه، صدمها الموقف وأعاد لها ذكريات حاولت جاهدة أن تخنقها وتميت ذكره، هاهو امامها يطلب منها الصفح والمغفرة وقد بللت الدموع لحيته، لقد اكتشفت إنها مازالت تكن له العواطف بالرغم مما فعله بها، سامحته وغفرت له قالت: لقد كان كلانا طفلين لم نتخيل عواقب وخطورة مافعلنا. 

بعد عدة أشهر طلبها للزواج بعد أن رفضته عدة مرات وافقت أخيرا على طلبه ، اصطحبها إلى قريتهما ليقيما هناك وليقطع الألسن التي تحدثت عنها بالسوء ، أخذ الناس يتهامسون لو كانت فتاة فاسقة كما يتناقل عنها من حكايات هل عاد ليتزوج بها بعد كل تلك السنوات الطويلة؟! 

هل رأيت ياصديقي سوسن هذه اخطأت ثم تابت فعوضها الله عن صبرها خيرا وأعاد لها كرامتها ومكانتها بين الناس

وسوسن الأخرى زوجة صديقي امرأة مستقيمة عرف عنها الصلاح والسيرة العطرة بين الناس وهاهي تختمها وهي في الخمسين من عمرها بفضيحة وتجلب لنفسها ولعائلتها العار! 

إني اتساءل هل هنالك سلوك معين يحكم تصرفاتنا ويتحكم فينا؟ هل هناك جينات تتحكم في هذا السلوك وتفرض علينا موروثها القمئ! أم إن في كل منا استعداد فطري للإنحراف؟


ليلى احمد / العراق 

عن محرر المقال

ندى خليفة

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية