صاحبة الصالون الأدبي الدكتورة سهير الغنام :
ما زالت حرية المرأة مقيدة بأغلال مجتمعنا الذكوري
حاورتها : رانيا بخاري
خاص لمجلة دار العرب الثقافية
تخوض غمار الثقافة مدفوعة بخلفياتها العلمية والثقافية ونشأتها برغم أن حرية المرأة ما زالت مقيدة بأغلال مجتمعنا الذكوري في ظل غياب الجهات المنوط بها القيام بدورها في العمل الثقافي وخلق ذلك الغياب فجوة كبيرة في جانب الفعل الثقافي فجاءت ظاهرة الصالونات الثقافية لسد تلك الفجوة من خلال تحريك الراهن الثقافي بإقامة فعاليات من خلال الصالونات الثقافية
ضيفتنا الدكتورة " سهير الغنام " صاحبة صالون سهير الغنام الثقافي في دولة الأمارات لا تألوا جهدا في رفد الحركة الثقافية بفعاليات متعددة استطاعت أن تحدث أثر ثقافي متجدد .. ( مجلة دار العرب الثقافية ) : ألتقتها واجرت معها الحوار التالي :
* الاشتغال بالثقافة من أشق الأعمال في مجتمعاتنا العربية فكيف واجهتي صعوبة البدايات؟
- أولاً اسمحي لي أن أصحح جزء من السؤال فأنا لا أشتغل بالثقافة ولكني أخوض غمارها مدفوعة بخلفياتي العلمية والثقافية ونشأتي في أسرة أدبية أما الصعاب التي وجهتها فهي كثيرة أذكر منها شُح المصادر وتنوع الفروع وعدم توافر الوقت ألازم للبحث في علوم الثقافة التي يمكن لمن ينغمر فيها أن يفقد كثيراً من حياته الخاصة فكان همي الأول كيفية التوفيق بين رغباتي الأدبية والفنية والثقافية حتى إنني حينما بدأت حياتي الجامعية فكان اختياري للأدب الفرنسي الذي أثرى مخزوني الثقافي عن تطور الثقافة والأدب في بلاد الغرب ثم كان دوري البحثي الآخر هو في الأدب العربي والثقافة العربية والشرقية التي وجدتُ فيها كنوز الثقافة والأدب ولا أكون مبالغة إن قلت في العالم تلك كانت مشكلاتي أو أهمها حيثُ كما قلت في صدر السؤال أن العمل بالثقافة من أشق الأمور فهو علمُ لا ينضب ويحتاج لبحث مستمر.
* اهتمامات المرأة العربية إن لم تكن الأغلبية منهن فمعظمهن يدور حول صالونات التجميل فكيف استطاعتي تغير وجهتهن إلى صالون الثقافة؟
- دعينا نتفق أولاً على أن كل لما خلق له
ولما كانت المرأة بطبيعة خلقها محراب للجمال وعشق فنون إبراز هذا الجمال ودليل ذلك أن الطفل الذكر حين يريد أن يشعر بجنسه كذكر فينفخ في عضلاته ويزأر بصوت أجش لأن طبيعة تفوقه تبعاً لتكوينه القوة أما الطفلة الأنثى فحين تريد إظهار نفسها فنجدها تضع الحمرة ولبس الكبار ، أما وقد اتفقنا على أن كل مخلوق لما خلق له فيمحي لي أن أقول في سؤالك تجني على المرأة فإن كان معظمهن يدورن حول صالون التجميل فهذا وفقاً لطبيعة المرأة فقد خُلقت للجمال وهذا لا يمنع ولا يتعارض مع كونها مرجع للثقافة فلا تناقشيها في أمر إلا وكان لديها فيضُ منه ولكن لا يوجد المتنفس الذي تجد فيه المرأة شخصيتها الثقافية والأدبية فما فعلته في صالون دكتورة سهير الغنام الثقافي الأدبي الفني هو توفير هذه البيئة المناسبة للثقافة والأدب فوجدتهن يتبارين في الانضمام إلى الصالون ولم أبذل الكثير من الجهد في ذلك كل ما في الأمر أني أشرتُ لهم على الطريق الثقافة والأدب من خلال محاضرات الصالون .
* ما هو مقدار حرية المرأة في تعاطي الفعل الثقافي؟
- مازالت حرية المرأة في التعبير الأدبي والثقافي مقيدة بأغلال مجتمعنا الذكوري ولكن رغم كل ذلك فالمرأة اليوم شقت لنفسها طريقاً ضمنت به جزء كبير من حرية التعبير الثقافي والأبي
ثم أن هناك قيدُ آخر وهو طبيعة المرأة وحياؤها فهناك الكثير من المجالات الأدبية تأنف كثير من النساء الخوض فيها رغم أن هناك من النساء في الغرب وبعض المناطق الشرقية قد تعدت كل هذه الحواجز.
* صالون دكتورة سهير هل استطاع الخروج من شرنقة القطرية؟
- نعم بدليل أمسيات الصالون ومحاضراته وورش العمل التي تقام وتعقد فيه يشترك فيها سيدات من كل أرجاء الوطن العربي وبعض المقيمات بالغرب فأنا لا اؤمن بالقطرية والتأطير .
* كيف تنظرين إلى مسيرة المرأة العربية هل استطاعت كسر حاجز الخوف والانطلاق إلى فضاء أوسع؟
- نعم ومازالت تسعى وأتوقع بعد أن خاضت غمار المنافسة في كل المجالات أن تكسر كل حواجز الخوف وتنطلق إلى أوسع الفضاءات ولديها القدرة على ذلك ، في ظل غياب الجهات المنوط بها القيام بدورها في العمل الثقافي خلق ذلك الغياب فجوة كبيرة في جانب الفعل الثقافي فجاءت ظاهرة الصالونات الثقافية لسد تلك الفجوة من خلال تحريك الراهن الثقافي بإقامة فعاليات من خلال الصالونات الثقافية .