وكر السلمان... ورواية الشاعر شلال عنوز
قراءة ماحدث واعادة التكوين
اشارة معرفية . أ . شوقي كريم حسن
محنة الشاعر الذي يتحول الى السرديات ،مضاعفة وخاصة اذا ما كانت فكرة مسرودته تتعلق بما هو معروف ومعاش،ومشكل الجزء الاهم من الذاكرة الجمعية،وهذا ما فعله الشاعر شلال عنوز وهو يلج ابواب السرد من خلال وكر السلمان ،التي استعارت مدخلاً مهما مازج بين اثرين مهمين الحرب ومراجعاتها النفسية على من شهدوها وعاشوا تفاصيلها،وذاك المكان المنفي الذي شهد الكثير من الجرائم والحكايات،اختار الاشارة الدقيقة الى ان الايام والازمنة يمكن ان تعاود ظهورها وباشكل متعددة،الثيمة التي اختارها السارد خطرة حيث تظهر الاعاقة النفسية كمؤثر فاعل وخطير ايضاً،الانكسارات التي ولدتها الحروب لاتزال باقية رغم تقادمها وغياب بعض من شخوصها التي عاشت المحنة وخبرتها بكل ما فيها من فواجع ومآسي واخزان،وكر نعمان المقطوع عمداً من تواريخ السجن الرهيب الرابض وسط الصحراء،هو مفتاح صناعة المآسي واعادة الافعال بطريقة مخيفة،تختلف كثيراً عما كانت عليه الحرب، التي انتهت لتضع نعمان مع ازمة نفسية نتيجة اصابته في. مكان جعله يتراجع نفسياً،ومفكراً بنوعية العقوبة التي يجب ان يقوم بها لرفاق السلاح واصدقاء العمر والاهل وسواهم،كنتيجة لابد من اعلانها وهذا ما كان فعلا،يبدأ السارد دون مواربة او اتخاذ بناءات تجريبية،كشف اهداء السردية عن مضمونها،وفتح مغاليق السرد حتى بدى كل شيء واضحاً وبثيم تبدأ باشارات بسيطة ماتلبث ان تتصاعد درامياً،حيث تبدأ فكرة التصفية مع الاصدقاء،مبرراً انتقامياً،يتوافر بحسب ما ارادة السارد على شيء من القناعة وربما الدفاع عن هذه القناعة،الحرب ان هي وضعت اوزارها علنا،لابد وان يحملها من اسهم فيها وحمل اوجاعها في اعماقه ليحولها الى نوع اكثر اثماً وخطورة،وهذا ما حصل فعلاً حيث تتحول المؤثرات الى جرائم تخرج المجتمع عن مألوف ايامه وممارساته الحياتية،تصاعد السارد شلال عنوز مع سرديته مظهراً الافعالات النفسيى لنعمان الفاعل الاسا س في المسرودة وفعاله الجرمية التي انحرفت بالمجتمع واخلاقه وثوابته،من المسؤول عما حدث لنعمان اهو المجتمع ام صناع الحرب والمسهمين فيها؟
السؤال يبدو صعب الاجابة،لان الاسهام كان جمعياً،بالقبول او الرض،اختار السارد ثيمة تصاعدية فيها من الدراما الكثير،لانها كثيراً من استخدمت في السينما العالمية التي استخدمت الحروب كموضوعة اساس لها،في وكر السلمان معرفة دقيقة وذكية لبناء السرد وتصاعديته،مع استخدام لغوي اخذته الواقعية الصرفة الى مداراتها،واظن مرد ذلك الى حساسية الموضوعة التي اختارها السارد واشتغل عليها ،وكر السلمان لشلال عنوز ،مسرودة تشكل لبنة في السردية العراقية من حيث الثيم وتأثيراتها،وهذا ما يحسب للسارد ومسرودته!!