حامد عبد الله
سيرة مبدع
أ.توحيد الحبيب
الفنان المصري "حامد عبد الله "
حامد عبد الله فنان مصري ولد عام 1917 لعائلة من الفلاحين. مواقفه السياسية الشيوعية مقلقة. كما سيتم سجنه. لذلك قرر الذهاب إلى سوريا حيث يقسم وقته بين لبنان ودمشق. عندما اندلعت الحرب اللبنانية ، عاد إلى باريس حيث عاش حتى وفاته عام 1985. قرب نهاية حياته ، سقط هذا الفنان ببطء في نوع من النسيان.
حامد عبد الله فنان ملتزم سياسياً للغاية وخاصةً للعروبة . فنه يتحدث عن أناس متواضعين ، وفلاحين ، ومساواة بين الرجل والمرأة ، وثورة ، ومقاومة ، وظلم وأمل. يتطرق إلى مواضيع قوية ومثيرة للجدل ولا يتردد في التعبير عن آرائه بطريقة لطيفة ومسالمة من خلال لوحاته.
تتميز لوحاته برغبته في الدفاع عن الثقافة العربية. ابتكر ودافع عن الأدب العربي طوال حياته ، راغبًا في جعله ثقافة دولية وتقديمه في شكل فني لجعله في متناول الجميع . أجبرته موهبته على اتخاذ الفن التشكيلى طريقًا لا مفر منه، فصمم لنفسه أسلوب فنى خاص به وابتكر مجموعة لونية تخصه وتُميزه .
أحب الفن التشكيلى من قبل دراسته، فكانت موهبته دائمًا ما تدفعه نحو ممارسته وإبداع الأعمال الفنية من قبل أن يعرف أسسها ومدارسها، وكانت أول دراسة فنية له وهو فى الثامنة عشرة من عمره، حيث التحق بمعهد الفنون والزخارف – الفنون التطبيقية-، ومن بعد تخرجه عمل مدرسًا للفنون لتعليم الهواة بالقاهرة.
سافر حامد لبضعة أشهر إلى أسوان والنوبة وهو فى الثانى والعشرين من عمره، وكانت لهذه الفترة أثرًا كبيرًا فى تأسيس وتكوين أسلوبه الخاص الذى تميز من بعدها طوال حياته الفنية سواء فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن التى قضى بها عشر سنوات، أو العاصمة الفرنسية باريس التى قضى بها أغلب سنوات حياته، وكان أسلوبه الفنى يتميز بمزجه بين الحرفية التى تعلمها خلال دراسته أو الخبرة التى اكتسبها من سفرياته، وبين موهبته الفطرية التى تفرض ذاتها على أغلب أعماله الفنية.
لعل حسه المُبكر بالتفرد والاستقلال هو ما حال دون ارتباطه بأية جماعة، وقد علم نفسه بنفسه فى مدرسة الطبيعة والبيئة الشعبية والزراعية منذ صباه، متأثرًا إلى حد ما بالفنان راغب عياد والمدرسة التعبيرية الأوروبية، حتى أصبح بمقدوره أن ينشئ مرسمًا لتعليم الهواة فى الأربعينيات، والتحقت به فنانات أصبحت لهن فيما بعد مكانتهن الكبيرة، مثل تحية حليم وإنجى أفلاطون وزينب عبدالحميد وصفية حلمى حسين، وكان لتعاليمة أكبر الآثر- فنيا وفكريا- فى ارتباطهن بالواقع وتعبيرهن عن أفكار اجتماعية وسياسية بصيغ جديدة تستمد نبضها من جماليات البيئة المصرية والتراث الفرعونى والقبطى، جنبًا إلى جنب مع وتائر الفن العالمى الحديث».
وكانت لوحاته دائمًا تتعلق بالوطن وقضاياه بأسلوبه الخاص الذى استطاع أن يُحقق من خلاله شهرة واسعة فكان يتبع حينها الأسلوب التأثرى فى لوحاته، ومن بعده اتجه إلى الفن الفطرى ليرسم بطريقة كالتى يتميز بها فن الطفل، ثم اتجه إلى حروف الكتابة العربية لتكون موضوع تشكيلاته . وهو أول من استخدم الأبجدية العربية بشكل مجسم. تعبر لوحاته عن كلمات قوية في الخط العربي ، ومعنى الكلمة المعبر عنها في شكل رسم. كلمة عبد على سبيل المثال مكتوبة في ترجمتها العربية وتم دمج الحروف لتشكيل تصميم عبد يمكن التعرف عليه بوضوح. أراد أن يجعل اللغة العربية مفهومة حتى بالنسبة لمن لا يقرأها باستخدام لغة الفن العالمية. يعبر عن كلمات قوية من خلال تصوير الخراب والدمار الذي تعاني منه المنطقة ، والعبودية والظلم أو الحرية ، أو حتى مصير المرأة. لمدة ثلاثين عامًا ، أجرى أبحاثًا في اللغة العربية وتمثيلاتها. لكل عمل ، يمر بعملية إبداعية معقدة. يبدأ برسم رسم تخطيطي أول للرسم الذي يريد تمثيله ، للزوجين المحتضنين على سبيل المثال ، ثم يكتب الكلمة العربية للزوجين ، عن طريق تشابك الأحرف التي يمثلها بوضوح العاشقين.
هذا الرسام هو شخصية رئيسية في الفن المصري الحديث. اختبر التجريد وحاول أن يذهب إلى أبعد من ذلك في بحثه عن التقنيات الفنية . كما افتتن بالنسيج الذي مثله في لوحاته. استخدم جميع أنواع المواد: الورق المعجن الذي يلتصق ببعضه البعض لإعطاء انطباع بالتراكب ، والطلاء الذي يتركه في بعض الأحيان على القماش ، والنار عن طريق حرق بعض اللوحات أو حتى البخاخة ، والتي سيكون أول من يستخدمها .
أنتج حامد عبد الله أكثر من 800 عمل خلال حياته ، كلها ملونة ومليئة بالحياة ورسائل قوية .
الحبيب توحيد .