انتظار عقيم (خاطرة )
على مفرك الزمن أقف عند فوهة انتظار، أترصد توقيت الشوق ، يأتيني طيفه من بعيد ككل حنين ،
تهيم الروح إليه..
تنسلخ عن جسدي..
تطير ..
تسافر ..لتستكين عند اكتظاظ البدايات ..
ذاكرتي لم تعد تسع حجم الغياب ، اركن إلى رقعة الخيال ،
... أتلو تعويذة الإشتياق بمرافئ المحبين ، أين نَصبت له مراسم اللقاء دون لقاء ..
يَبكيني القمر المصطنع للضياء امام قتامة فجوة النسيان ،
تُواسيني الحوريات التي أرغمتها أجفاني الثكلى لتوسد قلبي الحزين ..
فيمدد الليل قامته ،
يزداد عِداد الهاربين بمآقيهم من العيان ، شاردين في أحلام تجاويف الوتين ؛ باحثين عن مرسى للهفة أضرمها الحنين ،
منتظرين على جسر أوقد سياجه من اللظى و الأنين ..
زاهدين في صمت ضجيج السنين و لاهثين وراء سراب لعين ..
و يأتي الموج بهالة نور طفيف ينفلت من شقوق فجر شاحب يرسم لنا ابتسامة سعادة واهنة ، ما لبثت أن زَمّت شفتيها من انبعاث رائحة الغياب ، فلم تكن إلا رجفة قلب مشتاق مسعور حزين ، قد حركت دبدبات أنينه ركام الأوهام و ايقظت غفوة الشطآن ..
و ينفخ البحر اوداجه سخطا علينا :
"اخشوشنوا الغائبون لا يعودون ...الغائبون لا يعودون "
ندى خليفة
الجزائر