إليكَ...
مَيّ مصطفى
فريق مئة كاتب و كاتب في سوريا
المجموعةD
ما أعلمه أنكَ تقرأ لي ..تلتهمُ حروفي
وتنتظر كانتظار الصائم لآذان المغرب أن ترى نفسك بين السطور!
ما أعلمه أيضاً اليوم لديك من الحب لذاتك أضعاف ما تكنه لنفسك قبل معرفتي!
وأعلم أنك مازلت تقرأ وتدخن وتضيع.
أعيدكَ في السطر الأول إلى مكاننا الأول، وما إن أضع نقطة النهاية تشعر بالارتباك وأخبرك أنك مَنسي بالنسبة لي.
تتوه وأنت في غرفتك، تنتقل للسطر الثاني تجد أنني مازلتُ أحبكَ.
أُعاتبك بقسوة، وأنهي نصاً ثانياً بأنك لا شيء بالنسبة لي وأخبرك أنني سأبدأ بداية تليق بي بعيداً عنك.
تطير من الفرح في سطر وتتألم في آخر ..
هل أحببت هذه اللعبة!
هل راقت لك فكرة أن تُحبك كاتبة!
أن تكتب لك يومياً لمرة أو اثنين وربما صفحة أو خمسة عشر صفحة!
بماذا تشعر عندما عرف كل من حولي أنني أُحبكَ بجنون!
وأنتَ على الجانب الآخر تجلس على إحدى كنبايات منزلك
تكتفي بفكرة أنك محبوب!
لا يشعرك ذلك بالخجل!!
أو أن تلك نقطة تُسجل ليزيد غرورك أكثر!
دعكَ من كل الذي كتبته أعلاه.
لأروي لكَ قصة قصيرة
هناك طفل يبلغ عامين لا يفارق والدته
إن لم تضعه في حضنها، يكون بقربها.
لا يبتعد عنها أكثر من متر!
تعلقهُ بها واضح جداً.
وإن اختفت عن ناظريه يشرع بالبحث عنها!
اليوم غَادرته لساعات قليلة!
وحدث ذلك لأول مرة!
بحث عنها لم يجدها.
بكى كثيراً ..ثم توقف عن البكاء!
غفى لمدة خمسة عشرة دقيقة واستيقظ..
بحث عنها من جديد ومن ثم بكى ..لم يجدها ..
صمت على مضض ..
جلس خلف باب المنزل.
لا يلق بال لكل الألعاب ولكل الأطعمة
لا يلق بال لكل شيء قُدم له.
ينتظرها..
يُريدها ..
وكلما سمع صوت سيارة تمر من الشارع،
ينطق بثلاث أحرف فقط "اجت!"
يُراقب الباب كلما فُتح، لم تكن هي!
يخيب أمله من جديد!
بعد ساعتين من ذلك ..
حاول التأقلم مع فكرة أنها ستعود
لعب قليلاً
وأكل ..تحدث بضع كلمات وعاد ينتظرها ..
لم يمل من الانتظار ..
إلى أن عادت ..
حضنها وقرر ألا يغادر ..
الآن تسلل الخوف إلى أعماقه
ولم يعد يثق بأنها موجودة دائماً!
يخاف من أي لحظة ستكون اللحظة التي تغادر وتختفي مرة ثانية ..
سأتوقف هنا عن روي قصتي!
لقد شعرت مثله في وقت سابقٍ ..
اليوم أريد التوقف عن انتظار مجيئكَ.
أن يُفتح الباب فعلاً وتكون أنت.
بفارق بسيط أُريد أن لا أكون خائفة من فكرة رحيلك ثانية!
أتعلم ..عامين أو عشرين عام أو ثلاثين..أتعلم سنبقى أطفال!
نحتاج من يحتضننا ويربت على أكتافنا
يطبطب على قلوبنا ..سنكبر في الأعوام فقط
ونريد أن نبقى أطفال مُدللين لدى أحدهم!
كان من الممكن أن تكون طفلي المدلل لكنك سيء الحظ!
..