-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

الفنان التشكيلي التونسي "منجي معتوق"..بقلم :أ. الحبيب توحيد.

 












الفنان التشكيلي التونسي "منجي معتوق ".


الرسام منجي معتوق أستاذ بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وواحد من الذين أسسوا مسارا فنيا بمذاق خاص الى جانب تدريسه طيلة سنوات في المعهد العالي للفنون الجميلة وعضويته للهيئات المديرة لاتحاد الفنّانين التشكيليين وللجان الفن التشكيلي والمجلس الأعلى للثقافة .

يعتقد من يشاهد رسومات منجي معتوق لأول مرة أنها لطخات ملونة يتكدس بعضها فوق بعض ويتجاور بعضها مع بعض ، لكن إذا ما اتحد البصر مع الإدراك الحسي يصح الأمر ونعبر إلى ما كان مستحيلا إدراكه ويكون الحوار ويتشكل نسق تعبيري يحملنا إلى مجاهل الشكل واللون ليكشف أمامنا

عن النبض الذي يؤجج الحياة في اللوحة . وفي تلك اللحظة يبدأ العمل في سرد تفاصيله .


من هذا المنطلق ، فإن الفنان منجي معتوق  يسعى عبر تكثيف مِلْونه إلى إثارة التناغم بين الألوان سواء المتصادمة منها أو المتوافقة ، فإذا نحن أمام لطخات تتحرك وأشكال تتدافع  . كأنما هي في حالة انبعاث تفاجئنا في تزاحمها وتلاحمها  حيث تبدو في تمازج عبر التفاعل لخلق حالات تستعصي على الانقياد ولكن حركتها الجامحة تتحدى أي شكل يتكون . فيبدأ في التحلل بحثا عن إمكانية أخرى لتَكَوُّنِ كائن مختلف. 


إن ما يبدو للمتلقي أجسادا مجزأة ليست في الحقيقة سوى حالات لونية نشأت من تمريرات فرشاة تخرج بأمر خفي من حنايا اللاوعي أو من ذلك التكرار المركَّز على توجيه الفرشاة في هذا الاتجاه أو ذاك ، هي لطخات تنشأ من حركة الفرشاة

التي تتعدد فيها الألوان أثناء المزج والتلطيخ وتمزج أثناء التمريرات دون قصد فتلد تلك الحالات اللونية ، ويبقى الرسام ذلك المشحون بوعي تجسيد تلك الحالات منسقا بين اللطخات التي يودع فيها ضجيج النفس وأشد حالات الوعي اشتعالا ولا يسعى أو يجرؤ على تكوين هيئاتها لأنها مجرد رجات تضطرب فيحسه وتجعله بين الحال والحال كمرآة تنعكس عليها أقنعة الواقع لتتحول بإرادته إلى خطاب يبوح جمرا ينزل على جسد الحالات الواعية في غفلة من اللاوعي الواعي .


إن التجربة التشكيلية للفنان تبرز اختياره التعامل مع الجسد ، فيوضفه في محامله كموضوع و كشغل شاغل له حتى صار عنصراللوحة الرئيسي في مستوى اللوحة و المعالجة بل إنه يتجاوز مفهوم الجسد في حد ذاته  لأجل طرح جملة من القضايا الإنسانية و الوجودية . 


لقد اعتمد معتوق ضمن لوحاته أجسادا في نسيج على مجموعة من الأجساد ذات بنية مفتوحة العضلات قوية تتحدد في مستوى الهيأة و الشكل الخارجية. من هنا فإن السؤال لا يهتم بالرسم فقط بل بمسرح الجسد و هي أعلى درجات الآبداع ..كما نلاحظ أن هذه الأجساد مقطوعة  الرؤوس لكن الأيادي تلعب دورا أساسيا و في المقام الأول 

بعد غياب الوجوه من خلالها تحددت الحركات لمعظم الأجساد المقيدة و بهذا فهي تتدخل بشكل مباشر في الإفصاح عن مكنون النفس أو دلالات الموقف. و على هذا الأساس يأتي الجسد منقسما إلى طرفين متنازعين ، طرف علوي هو مقيد ، و طرف سفلي تتغير حركته من أجل الإنفلات . 


عن محرر المقال

Raghad Issa

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية