المشيخة لمن ؟ ومن هو الشيخ الأصيل؟
بقلم / د . شاكر كريم
كثر الحديث هذه الأيام عن العشائر وعن شيوخ العشائر وعن نزاعات عشائرية هنا وهناك وعن فصول تصل إلى مئات الملايين بسبب غياب هيبة الدولة في حين ان العشيرة هي مصدر قوة الفرد والمجتمع إذا ما تناغمت قوانينها مع الشريعة السمحاء وتطبيق سلطة القانون في الدولة، وأصبحنا بين ليلة وضحاها نسمع من " تشيخ "على خمسة وعشرة من أولاده وإخوانه ليعلن انه شيخ عشيرة دون أن تفوضه العشيرة أو ان ترضى به شيخا وانه مجرد انتمى لحزب أو تقرب من مسؤول من مسؤولي الصدفة وحصل على حفنة دولارات واعتمر عباءة مزركشة وركب سيارة حديثة وحمل مسبحة تلوح بين يديه يمينا وشمالا ويدعو بعض ضعاف النفوس على وليمة في بيته ليرددوا له كلمة "هلا بالشيخ تفضل يامحفوظ" ولانجد في اغلبهم أدنى الصفات التي تؤهلهم المشيخة ومن هنا أود ان أبين بعض صفات شيخ العشيرة الأصيل والمرغوب لان المشيخة تحكمها صفات لاتتوافر في الكثيرين، ومنها:
- ان يكون حسن السيرة والاستقامة والسلوك والتواضع والصدق
- صاحب بخت وشهامة ونخوة
- حافظا للأمانة والعهد والثبات على الموقف
- قوي وشجاع لاتخاذه في قول الحق لومة لائم
- ان يدافع عن أبناء عشيرته وعن بقية أبناء العشائر الأخرى بالحق ولايميل مع القوي على الضعيف او مع الغني ضد الفقير.
- كريما وحكيما ومحترما بين الناس ولديه قدرة الإقناع وحل المشاكل
- ان تكون له هيبة واحترام بين شيوخ العشائر الذين يعترفون بمشيخته وأصالته
- ان تكون له القدرة على ضبط أبناء عشيرته ولا يقبل باعتدائهم او تجاوزهم على أبناء العشائر الأخرى او فيما بينهم
- ان يقف مع المحتاجين من أبناء العشيرة ويتفقد شؤونهم ومشاكلهم أفراحهم واتراحهم
- ان لايكون دمية بيد هذا او ذاك او ذيلا للمسؤول ايا كان منصبه
والسؤال الذي يمكن طرحه هل نجد في ممن تشيخوا من يمتلك الحد الأدنى من الصفات التي ذكرناها أعلاه.؟ والجواب للإنصاف وبأمانة أقول : نعم هناك من تنطبق عليهم هذه الصفات ممن حافظوا على أصالتهم ودواوينهم وبختهم وكرمهم وشجاعتهم ومواقفهم ولم ينحنوا أمام مغريات المسؤولين .
أما الحديث اليوم عن ما يسمى بشيوخ( التسعين) وللأمانة لنقل كلمة الحق ولا نخشى في الله لومة لائم كانت هناك تسلسلات ( ا. ب. ج) وان تسلسلات ( ا و ب ) كانوا شيوخ اصلاء لايمكن المزايدة عليهم وعلى مشيختهم وأصالتهم ودواوينهم ونسبهم ومكانة قبائلهم باستثناء شويخات ( ج) الذين جاءوا بالتملق ومسح الأكتاف ومثلهم من" تشيخ" بعد عام 2003 ومنهم ( شيوخ الإسناد) من صناعة الأحزاب والساسة و الذين يركبون الموجة ويسمحوا لأنفسهم بالحديث هنا وهناك بأسماء عشائرهم على إنهم الممثلين لها والأدهى من ذلك يكتبون التهاني والتعازي والولاء لهذا الحزب او ذاك او لهذا المسؤول او ذاك بأسماء عشائرهم دون الرجوع لأبناء العشيرة أصلا فهؤلاء الطارئون حتى للمشيخة والعشيرة والأصول فإن الأموال تغدق على هؤلاء بشكل أو بآخر حتى تشتري ذممهم بعد ان لعب عليهم السفهاء الذين يطبلون لهم ويمتدحونهم بالعلن ولكنهم يتسلون بهم في الحديث من السخرية والنكات في سهراتهم وهؤلاء ليس حتى من تسلسلات (ظ ، غ) و" رحم الله امرئ عرف قدر نفسه"...
