هم راحلون
آمنة المياح
هم راحلونَ وفي قلبِ الشذى بوحُ
قد غادروكَ بلا ذنبٍ ألا فاصحُ
ودعْ نزيفَ الهوى إكذوبةً بدمٍ
بهِ الجراحاتُ في ليلِ النوى صبحُ
إذْ يقتفونَ دروبَ الهجرِ مسغبةً
آلوا الغيابَ....فما يجدي بهم ملحُ
كأنَّ أيدي الهوى من غيرِ بسملةٍ
لايرتجى خيرُ من في جودِهم شُحُّ
قد أوهمونا بأنَّ الحبَّ ساريةٌ
عنقاءُ والطوقُ في أردانِها فتحُ
لكنما مرفأُ النائينَ يجذبُني
حيثُ الشراعُ هوى واغتالَه رمحُ
باتتْ متاهاتُ أغصانِ السنا بدداً
وظلَّ يكتبُ في إطلالِها السفحُ
وكيف لي برحيلِ الشوقِ عن لغتي
وقد تماهوا رياضاً كلُّها دوحُ
وفي ارتدادِ الصدى لاصوتَ يسمعُني
ألّا حنينَ اللقا يعلو له صرحُ
تعلو السنابلُ دونَ الماءِ بيدرُها
تأبى انحناءَ الردى في كفَّها قمحُ
أضْممْ لروحي هديلاً من جوى صورٍ
باتتْ رفيفاً وفي أحضانِها جنحُ
وامْنحْ لقلبي يواقيتَ المنى أملاً
بها انْعكاساتُ في وجهِ الرضا صلحُ
وارْسمْ طقوسَ إيابٍ من ندى مدني
آياتِ مقدرةٍ قد خطَّها لوحُ