متتالية قصصية
1- رحلة
بعد القصف سمعته يقول: انقلوا الجرحى فقط .
بقيت ممددا على الرصيف ، ليعود بعدها قائلا: اتركوا المتعفنة ، انقلوا الجثث السليمة..
ثم عاد ليطالب بنقل الرفات..
متعفنا بقيت على الرصيف شبه حي، أحمل دفاتري وأنتظر قصفا جديد
2- ثقافة
قال لي صديقي ماذا تجيد
قلت أجيد الشعر
قال أنا أجيد البكاء...
حين وصلنا السوق لم نجد سوى جثث متعفنة ، تجيد الشعر وتبكي بحرقة
3- دولة
الرائحة تزكم الأنوف ، والقصائد تزكم الاسماع
تطوع البعض لجمع الاشلاء والعفن
فيما صعد آخرون عاليا ، صعد الآخرون عاليا
4- انتظار
في مكان بعيد ، جلس الشهداء والجرحى
وفراشات تحمل عطرهم ، ونجوم كثيرة
صلاح الفقيه
نص ممتاز جدا
تكمن اهميته وفق ما يلي:
1- ان النص يستخدم الأحداث لا التعبير عن الأحداث؛ لخلق كم زمني آخر، مشخص؛ ليجعل الشعور ( قابل للمعاينة ) إنّه ينحت الزمن في لهجة اللغة ( ذكريات وحوداث ولحظات حزينة )، إنّه يحولّ الزمن من ذاكرة مجردة الى معرفة يقينية، بفعل تعابر سردي شعري،
2- تنحاز الوقائع إلى ما يكشفها في المفاهيم ( الذاكرة الفلسفية للوقائع )، وتنحاز باعتبار الزمن تأويل للمغزى منها وعلى هذا فان هذه المتواليات لا تقابل الوقائع، ولا تقابل المفاهيم ،إنّها تلاحق بكل شراسة، وتقابل تبدل المواقع الدلالية للوقائع، عبر مجسات السرد والشعر، في الوعي الممتد إلى التاريخ والثاوي في توتر الحواريات.
3- حجم الوعي بالواقعة هو ما حدده السرد المتوالي لا الواقعة بما تدل عليه، ( إنّ الوقائع لا تدل على أنساقها دفعة واحدة ) إنّ السرد هنا اسقاط الواقعة النفسية على الواقعة الخارجية ليتسنى لنا معاينة التلوين الثقافي المضمر في كل متوالية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحييك مبدعا وحارسا للإبداع بهذا النص المفرح لعين الناقد والمبهج لحركة الوعي في الفكر واللغة المتحركة وهي تدرج هويات الحزن في موسوعة المغزى