الشمس
زهراء الهاشمي . العراق
الشمس رمت جدائلها الذهبية لتغازل نافذة غرفتي .
فراشة لعوب تنط .. تتقافز تتراقص .. ثم ترتمي باحضان زهرات الياسمين .
ساقية ينساب مائها ببطء وكأنها أسلاك فضية تتلألأ
ونسمات صباحات تشرين تهب رقيقة كرقة قلب أمي .
صوت لمغني :
ياحريمه انباگن الچلمات من فوگ الشفايف
ضحكت وقتها .. وتساءلت :
أتسرق الكلمات ..؟
ممن ومن السارق ولماذا ؟
ولكن مرت الأيام .. وزال العجب .؟
رأيت كل شيء يسرق .. ويذبح .. ويوأد .. وتكمم الأفواه عندما تنطق بالحق .
وجدت الفرحة تسرق من شفاه اليتامى .
ورغيف الخبز يسرق من فم الجائع .
وتصادر الكلمة الصادقة ..
مقابل كروش ملئت بالحرام حد التخمة
تذكرت أبيات للشاعر کاظم خبط الجبوري :
فقره وطين العگد بهدومنه
ولد الزناگين بحدايقهم غفو
واحنه اعله حصران الگصب يامه الاهل غفونه
ما عدنه نشري بنطرونات وكتب
وبالمدرسه ما قبلو ايسجلونه..
................
هذا الحال كان في الخمسينات وستينات القرن الماضي ..ولكن الحالة عادت من جديد
فها هي الاطفال تجوب الشوارع عارية الاقدام .. رثةالملابس .. وتبحث بمزابل الاغنياء عن بقايا طعامها لتسد رمقهم ..
والجهل والأمية أخذت مأخذها .
وكل شيء يعود الى الوراء في بلد النفط .. بلد النخيل .. بلد النهرين
و.... سرق كل شيء .
تذكرت تهويدة الشاعر الكبير الجواهري :
نامي جياع الشعب نامي ...... حرستكِ آلهة الطعام