تساجــــلُني شعراً
عبد اللّه عبَّاس خضيّر
تساجلُني شعراً ولســـــــــــــــتُ أنالُها
نجومُ الثُّريا أيـــــــــــــن منّي سجالُها
لَعوبٌ تمــــــــادتْ في الهوى وتمنّعتْ
ويعجبُني رغم الصُّـــــــــــــدودِ دلالُها
بخيلةُ وصلٍ ليس يصــــــــدُقُ وعدُها
وسهلٌ عليها في الوعــــــــودِ انسلالُها
وقد وطّنتْ قِـــــدْماً على الغدر نفسَها
فما يُرتجَى إلا لِمَــــــــــــــــــاماً نوالُها
أعلّقُ أيـــــــــــــامي على حبل وصلِها
وهل يُسْعفَنْ قبل الممــــــــاتِ وصالُها
كأنّي وإيـــاها مقيــــــــــــــماً وراحلًا
يقطّعُ قلبي حِلُّهـــا وارتحــــــــــــــالُها
إذا خطرتْ في الحيِّ سـرّحت ُناظري
حدائقُها ريّــــــــــــــانةٌ وظِـــــــــلالُها
وإن أسمحَتْ أصبحـتُ بالسّحر ذاهلًا
ومن أين للصّبِّ الغريـــــــــــرِ اهتبالُها
لها قامةٌ كالنّخـــــــــــــــلِ إمّا تمايلتْ
وكالرّمح لَدْنَاً طــــــــــــولُها واعتدالُها
فلو غازلتْ عينٌ لها قــــــــــلبَ عاشقٍ
ﻷوقعَهُ في المُهْلكـــــــــــــــاتِ جمالُها
ووصّى لها في النّاسِ بالحسنِ يوسُفٌ
وأذّنَ بالسّـــــــــــــــــحر الحلالِ بلالُها
تُذيقُك أحيـــــــــــــــــــاناً زُلالًا وبارداً
وتطفــــــــــــحُ من داني الثّمارِ سلالُها
فأيُّ بديـــــــــــــــع الفنِّ سطّرَ سحرَها
وأيُّ جلالٍ في العَــــــــــــذارى جلالُها
إذا ما رمتْ سهـــــماً تحسّستُ أضلعي
وقلَّ بحربٍ أن تطيـــــــــــــشَ نصالُها
وقد كنتُ غِــــــــــرّاً أقصدتني بسهمِها
وللحربِ يا حـربَ العيـــــــــونِ رجالُها
سأُلقي سلاحـي في ملاقـــــاةِ حُسنِها
كبيـــــــــــــــرٌ على قلبـي أُخَيَّ قتالُها
تسائلني هل في حيـــــــــــاتِكَ حُلوةٌ
وهل يبتغـــــــــــي إلا الشِّقاقَ سؤالُها
وتعلمُ أنّي في الهـــــــوى طـوعُ كفِّها
أحطُّ رحـالي حيثُ حُـــــــــطَّ رحالُها
وكم ضيعتـني ثمّ راحــــــتْ تلومُني
فلا تسألاني كيـــــــف حــالي وحالُها
-------------------------------------------