معركة الأباطرة
نهى عودة - فلسطين
نحن على صلة وثيقة
بأولئك الذين لا يعرفون وجهتهم
للعابرين الذين وخزتهم الحياة
للذين تمنّينا لو كنا ضمادا لجراحهم
فكيف للدم أن لا يتّحد في دهاليز الأزقة ؟
في حفرة نسيها المارةُ لشدّة صغرها
وكيف للخذلان ألاّ يكون له مفترق طريق
ففي الدمع صلاةُ البشرى للتائهين
لذكريات مرَّت من أرواح الغابرين
ننتمي للذين لا يعرفون ملامح إخوتهم
للأبناء الذين تركتهم أمهاتُهم
لخطأ حدث في الطبيعة
لنزوة
لشهوة سرير
لكننا لم نرجُمهُنّ بالحجر فجميعهن نَراهنّ المريمية
ألا إنّ صيحة الغضب لا تقضي بين الأفئدة
لكننا لم نعرف وجهة المتلونين
فقد كان حديثَ سماء عابراً بيننا
ولا عليهم ولا علينا منهم
فنحن أقوياء
نذهب بكامل جبروتنا لمشاهدة لقطة الشهيد
ونعود مكبلين بالبكاء
نسجد بعنفوان اليقين للغفران
ونتمتم
يا الله
كم نحن ضعفاء
ولا يخوننا الحنينُ على حين غرة
لقُبلة عابرة لمحناها صدفة
نمسح الغيابَ عن الوجوه ونقول
لمسة رسول استقرت تحت الأهداب
لا عليهم
نحن الأباطرة
نخوض أعنفَ معاركنا بين الحروف.