ٱهٍ عليك
ثناء مزيد نصر / سوريا
البحر الكامل
اللوحة من صحفة يشرق الإحساس فيها
لو كنت لي وطناً بلا جرحٍ لما
نزف الفؤاد الحبّ في كأس الجوى
فالفقر عرّش لا غريبَ بأن ترى
دمعَ النّبيذ يسيل فالقلب اكتوى
لو كنت تعرف ما تقاسيه الأنا
لرحمتني و لكنت للجرح الدوا
ورفيف نبضٍ قد تهجّر مرغماً
كيف البقاء إذا تجهّمنا النوى
أنت الّذي تغفي الشعور ولا ترى
كيف المنى جفّت وغيثك ماروى
وأنا التّي في جعبتي ظمأٌ برى
صوتَ الأماني فانثنى ضالّ القوى
ورق الحياة مراوغاً أخفى النّدى
ما بال روحك أغمضتْ عين الهوى
فاض الوريد على ثنايا ليلةٍ
أحلامها كالزّهر من عطشٍ ذوى
شمعٌ يذوب بلا ضياءٍ عمرنا
و الموت من أنخابنا لا ما ارتوى
في الغرب أطفالٌ جنوا نعم الثّرى
و رغيفنا في جوف حسرتنا انطوى
أطفالنا جاعوا وما وجدوا سوى
كسرات خبزٍ غير قهرٍ ما احتوى
وطني أنا طفلٌ بلا أملٍ غدا
مستقبلي خلف الضّباب قدِ انزوى
وطني أنا شابٌّ تشيب سعادتي
والسّعي دون مقابلٍ ظهري لوى
وطني أنا أمٌّ أرى ولدي كما
ورقٌ بلا سقياك من جوعٍ هوى
آه عليك رموك في جبِّ الرّدى
و جناح فجرك فوق عتمتنا خوى
كلماتنا كُتبت إليك فلا تلمْ
قلباً كليما في مواجعهِ ثوى