محاولة للبحث
الأديبة نيسان سليم رأفت
محاولة ٌ للبحثِ
دافئة هي لفظة دار،
أكثر من بيت أكثر، من معطف أكثر من أيِّ شيء،
كلّ الأماكن التي عرفتها لم تكن داراً أبداً
ذلك أنَّ بلادي لم تعرف الاستقرار
لهذا بقيت روحي حبيسة داري الأولى
تلك التي سكبتُ فيها من طيبِ العمر وربيعهِ
وزرعت المسارات التي تؤدي إليه بصدق الضحكاتِ
وعلّمت أفراحي حول روضته
بألوان كثيرة من شرائط ضفائري والورود
كلّ قصة أكتبها كانت محاولة غير ناجحة للبحث عني،
القصصُ هي الشيء الوحيد الذي يجعلني أصدق
أنني مجرد شخصية روائية أعيش
في عالم من صنع أوهامي .....
أنظر للوقت في ساعة لا تظهر على الساعة
أصاب بسكتة دماغية حين تنحشر الأسئلة في رأسي
ويتيبس الجواب ....
شعور أشبه بتناول طبقٍ كبيرٍ من العدس
اليوم صادفته مرة أخرى
ذاك الأمر الشبيه بمذاق العدس
من نظرة ٍتبحرُ في فكرةِ العدم ِ
وافتقاد البقاء مع من نحب وكيفما نرغب
آمنتُ بأنَّ الحياةَ رحلةُ تقودنا إلى أقدارنا دون مكابح !!!
لهذا كان يؤلمني من يتحدّث عن الألم
ولم يدفن أخاً له بيديهِ تحت صوتِ الرصاصِ
ذات مساء قالت لي نضال :
الموتُ يريحُ صاحبَه ويتركُ الحزنَ لنا
آه لو تعلمين ما هو الألم يانضال ؟؟؟
هو ذاك الشيء الذي تمقتيه حين يخرج من صدري
بحشرجةٍ خجلةٍ كنوحِ الحمامِ
نعم ياصديقتي الموتى ليسوا أوغاد
لكنهم يرحلون ويتركون لنا حزنَ رحيلهم
الدموعُ لم تعد بذاك اليسر
أصبحت ثقيلةً والخيارات شحيحة
هذا هو الألم الذي لا أتمنى أن تعيشيهِ
ولو للحظةٍ واحدة ٍ ياصديقتي
وها أنا أبتسم وأضحك وأعرف
أنّ الحياة ستستمر رغما عن كل هذا الفقد
اتركي التحدث عن مالا تعرفيه من الأسى
سألتفتُ إلى جميعِ تلك الرسائل التي فاتتني
وعن فكرتي البلهاء التي تجعلني أضحك
بقهقهة تربكُ حبالي الصوتية
وأنا حاسدة وناقمة على زوجين من الأحذية مضى
على بقائهما معي كلّ سنواتِ الدوائرِ التي لفظتني
لربما الشيء الوحيد الذي يجعل الأحذية صابرة
على وظيفتها المهينة أنَّها على الأقل أزواج لا تفترق
أقل ما في الأمر أنها ستسير لرؤية العالم
وسيشارك كلّ حذاء رفيقه في اقتسام الجمال
وحمل الدَّهشة حتى عندما يغطيهم وحلُ العدمِ
وقبل الوصول إلى النهاية ....
أنا بحاجةٍ لمن يهبني عناقاً
كالعائدين من الموت!!!