-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

رؤية مغايرةً ترتكزُ على كيفية توظيف التكثيف في الحبكة القصصيَّة ... الأديب محمد الميالي

  رؤية مغايرةً ترتكزُ على كيفية توظيف التكثيف في الحبكة القصصيَّة،

 بحيث لا يضُرُّ هذا الشرط بالنسقيَّة السرديَّة للققج 

 الأستاذ محمد الميالي




أين الصراع في القصة القصيرة جدا..؟

لا يخفى على المختص من أن السرد جذره خبرا، والسرد لا يطلق عليه قصة، حتى تدخل عليه أركان وعناصر القص البنيوية.

الحبكة - في القصة القصيرة جدا الركن الأول، وفيها أهم  عنصر من بين كل العناصر، عنصر فعال جدا يسمى (الصراع) وله أهمية قصوى في مسار السرد في القصة، وهو يقينا يمثل روح القص، وبدونه يعد النص خبرا، أي يعود الى جذره.

وروح الصراع لم تكن حية في القصة القصيرة جدا، والسؤال  هو:  أين الصراع..؟

الجواب-  أعدموه بحبل التكثيف الخانق والحاد..؟

وهنا ساهمنا جميعا وأنا أولكم في اعدام نصوصنا خنقا بحبل التكثيف الخانق، رغم أن التكثيف ركن مهم، وهو من ميٌز هذا اللون عن غيره، ولكن يجب أن يكون التعامل معه بشكل منطقي، أي نرخيه قليلا لنسمح لروح الصراع أن تحيا في النص.

يبدأ الصراع عند الذروة في أغلب الاحيان في أي نص كان، مكثف وغير مكثف، قصير وطويل، في الرواية وفي القصة والسيناريو السينمائي والمسرحي.

في القصة القصيرة جدا يجب أن يعانق الذروة وتصنعه المفارقة وتقدمه بشكل جلي ماتع مثير حتى ينتعش القص وتدب روح الصراع في مفاصله ويستمتع المتلقي وقبله الكاتب بهذا الصراع، لا أن نستعجل الدهشة لنصفع بها الصراع ونقتله بحجة التكثيف، وأن الدهشة هي الضالة الوحيدة، هنا وقعنا جميعا في خطأ جسيم لا نغفر لأنفسنا خطيئتنا بحق نصوصنا التي أعدمت.

قد نرى شيئا من الصراع في ما كتبناه ولكنه يمثل جذوة بسيطة جدا في عنق العتمة تأتي على شكل ومضة خفيفة وتختفي فورا.

كم كنا في وهم كبير أوهمونا فيه عشرة سنين، بسبب أبحاث ضبابية معتمدة على أبحاث أجنبية مترجمة، وليست أبحاثا مستنبطة من تجربة علمية وأكاديمية واعية.

لذلك حين نقف عند كل هذا الكم الهائل من النصوص والمجاميع القصصية الكثيرة، نكون في حيرة منها ومن أنفسنا، والتساؤلات تتوالى، هل هذه قصص حقا أم متاهات وأخبار معتمة لا ضياء ولا روح فيها.

إذا أردنا أن ننتشل القصة القصيرة جدا من الضياع طيلة كل تلك السنين، يجب وضعها على عرشها الحقيقي الذي يليق بها وبنا ونحترم عقولنا ولا نبقى تبعا للأجنبي.

أول أمر نتبعه هو ارخاء حبل التكثيف لنمنح النص فسحة لينتعش بروح الصراع الذي نحن نصنعه في النص لنطلق على نصوصنا صفة القصة، وبهذا نكون نحن من نخط لأنفسنا طرق النجاح بالشكل الذي يليق بنا كأدباء عرب.

أما نص ( للبيع حذاء طفل لم يلبس بعد) للشهير أرنست همنجواي، ليس قصة كما أشاعوا ليثبتوا لنا أن التكثيف الخانق هو المنشود في هذا اللون، بل أن هذا النص خبر عابر جدا، ظلموا أنفسهم وهمنجواي بهذه الفرية.

               محمد الميالي - العراق

                 15/9/2021

Mohammad Almayyali


عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية