لأنّكَ جرحُ الله
عماد الدعمي
أنوحُ علــــى سبطِ الرّسولِ وأندبُ
وأحزنُ مــــا عشتُ الحياةَ وأنحبُ
شهيدٌ علـــــــى طولِ الزمانِ مُخلّدٌ
وجرحٌ نديٌّ بالدّمــــــــــاءِ مُخضّبُ
إذا عُدتَ للتاريـــــخِ فانظرْ فجيعةً
تدورُ مـــــــع الأيام والدّمعُ يُسكَبُ
حَريٌّ بأنْ أبكيكَ يـــــــا سيدي وما
عزائـــــي بشافٍ جرحَ صبٍّ يُعذّبُ
حريٌّ بأن أبقـــــــــــى حزينًا لمثلكِ
لأنّكَ ثأرُ الله مــــــــــــا شعَّ كَوكبُ
فجدُّكَ فخـــــــــــرُ الكائناتِ مُحمّدٌ
أبوكَ علــــــــــيٌّ سيفُ حقٍ مُجرّبُ
وامُكَ يكفـــــــــــي أنّها بنتُ أحمدٍ
فمنْ مثلها فــــــي الكونِ لله أقربُ
قرونٌ ومـــــــا زالتْ جراحُكَ ثورةً
نصيحُ بصوتٍ يــا حُسينٌ ونَشجبُ
فكم من جراحٍ انطوت فيكَ سيدي
لأنّكَ جــــــــرحُ الله هيهاتَ يَنضبُ
أميرٌ علـــــــى عرشِ القلوبِ مكانُهُ
ونبراسُ نــــــــــــورٍ للهدايةِ يُطلَبُ
سنبصرُ مـــــــن نورِ الفجيعةِ دربَنا
نثورُ علـــــــى حُكامِ جورٍ ونغضبُ
سنمضي بــــــلا خَوفٍ ونرفعُ رايةً
نخطُّ عليها مـــــــا نوالي ونخطبُ
ألسنا بعنوانِ الكرامةِ نرتقـــــــــــي
ألسنا نُنادي يــــــــــــــا أبياً ونندبُ
يقيناً ستبقـــــــــــى سيدًا للشهادةِ
تُدوي بصوتِ الحقِ دومــاً وتُرعبُ
وتبقى منارًا للهدى فــــــي طريقِنا
فأنتَ لنا رمـــــــــــزٌ وعزٌّ ومَذهبُ
فمنكَ تعلّمنـــــــــا دروسَ الكرامةِ
وفيكَ تأسّينــــــــا وعهداً سنكتبُ
نسيرُ علـــــــى نهجِ الحُسينِ بهمةٍ
ونجهرُ في عشقِ الحُسينِ ونُعرِبُ
نموتُ ونحيــــــا والحسينُ نداؤنا
ومـــــــا هَمّنا ظلمٌ وجورٌ وغَيهبُ
سلامٌ علـــــى منْ صارَ قدوةَ ثائرٍ
يصولُ بوجـــه الظالمينَ ويَضربُ
سلامٌ علــــى منْ صارَ درسًا وعبرةً
سلامٌ علـــــــــى من بالخلودِ يُلقّبُ

