تجربتي في الكتابة
أمين جياد
صرخة الكلمة عندي أسطورة أصواتها دمدمة متوالية بين الروح والرؤيا - مغلّفة بالجَمال والرقة والوجد والبحث عن الإبتكار - إطارها رموز الحرف وإبعاد ومعاني الأحجار المقدَّسة التي تلوّن الكلمات والحرف نفسها في كل موضع وتنتهي في عشق صوفي لا ينتهي عبر متاهة الخلق والحب والوجود، والشعر هنا فلسفة الشاعر الحقيقي المغاير، ومن دونها لا يصبح شاعراً ومبدعاً - النص يتفجّر في القراءات بأبعاد ورموزه وشظاياه وتتابع أسراره وصوره الشعرية ليخلق رؤيا ما بعد القراءة - ينقلك عالم النص إلى زمكان لا تتوقَّعه من الجَمال والرغبة في الإكتشاف، ولكلٍّ بابه المرصَّعُ بما يلبسه من جواهر وياقوت وزمرد وضوء الأحجار سيفتح أيَّة بابٍ تناسبه - مر على بابك وستعرف الجواب - أهي مغلقة أم مفتوحة أم مؤاربة أم مؤصدة ؟! لقد إكتملت أبوابي في القصائد التي حاولت فيها أن أقدّم عوالمي الشعرية بشكل مكثف - هي تقترب من الأحاسيس التي تتضارب في القلب برؤية التأمل والوجد والتصوّف -أبقيتها مفتوحة ليشارك في أحاسيسها القارىء المتتبع كذائقة إبداعية، والكتابة نزيف لا يتوقّفُ عند الشاعر الذي صارت حياته شعراً وتاملاً وخلقاً وعاطفة إلى مَنْ نحبهم فهم القريبون منّا فلا ننساهم أبداً -هكذا الإحساس عالم من الشعر والأمل والألم والحياة - هم مرآتنا التي نرى فيها أنفسنا كلّ ساعة لا يغيبون عنا ، لأنّ الكتابة هي جدلية السؤال كالحياة - لأنّها مجموعة أسئلة علينا الإجابة عنها نحن وليس غيرنا - هذا الهمَُ الروحي هو العالم الذي أتحرك فيه بلا وجل - وأرى إنّ الأجوبة في أغلب الأحيان بحاجة إلى سؤال وعكسها صحيح . أما العقل فهو يتحكّم بمشاعرنا لأنّه يعلّمنا مدى صحة السؤال والجواب !- والإستاتيكية في السؤال قد ترغم الأجوبة على السؤال مرّة أخرى، ويظلّ الحوار لم ينته بعد - وستأتي أسرار الكتابة في العشق والتصوّف تباعاً , لتعرف إنّ القصيدة لمّا تزل في سكرتها , هو نوع من الإنتشاء في الإبتكار والتغاير واللذّة والغفوة والشوق التي لم تفارق الروح والجسد , أمّا الأحرف ستظل تصرخ دائماً لترى زحزحة الورقة وتشكّل الكلمة وإشتعالها بصورها الشعرية المدهشة , طالما بقي الشاعر تشعّ عيونه على بياض الورقة والجَمال والأسرار متأملاً في الوجود.