كفيلي والشجون
فؤاد الجنابي
رمَـقتُ الحـــنايا فهاجـــت معي
شجــــونٌ أشارت الى الموضعِ
وفــرَّتْ سِــراعاً به تســـــتغيث
فرارَ اليتــــامى من المُفـــــــزِعِ
ترامَـــــت عليه بحرق القلـــوب
فأضـنى لظــاها ثرى المضجــعِ
وناحتْــه حــــــتى رأته اســــتقام
كـــــليثٍ مَهيـــبٍ من المَخــــــدعِ
فحـــــيّا ولكـــن برأسٍ قطيـــــــــع
وفيّـــــــا ولكــــن بِـــــــــــلا اذرعِ
.....
رأى ثاكـــــلاتٍ يلـــــــوذُنَّ مـــــن
مصـــــابٍ فجيــــــعٍ الى أفجـــــــعِ
رأى لا حِــــــماَ لا أخـــــاً تنتخـــيه
ليُجـــــلي ظــــــلامَ السِـــبا المدقِــعِ
رأى كــــلَّ وادٍ ابــــــى أن يجيــــر
وكــــلَّ الطواميــــر لم تشــــفـــــــعِ
......
فثكـــــلى سرت نحــو نهــر الفرات
لتُبـــــدي عليـــه البكـــــا والنعــــــي
وفي ثوبــــها مـــن رمـــاد الخيــــام
دليـــــل التأسّـــي الى المصــــــــرعِ
وأُخـــــرى تظـــــمُّ اليْــــها الكفــوف
وتشكـــو البَـــلا يا كفــوف ارجــعي
وأُخــــرى تؤدي صــــلاة البكـــــــاء
على ما تبــــــقى مـــــــــن الرضَّــــعِ
......
فأومــــا الى نحـــــره ان يفــــــــــور
بأوداجــــــــه الخُــــــذَّمِ القطَّــــــــــعِ
ليهمـــي نجـــــومــاً تلــــمُّ الشــــتات
وتّهــدي الحـــــيارى الى المجمــــــعِ
ويرقى شُــــعاعٌ يَــــؤمُّ الطفــــــــوف
بأطـــــــوادها السُــــجَّد الرُكَّــــــــــعِ
ليخــــضــــلَّ نبــــتٌ يمُــــدُّ الغصون
أكاليــــــلَ وردٍ على الصُــــــــــــــرَّعِ
.......
فَيــــــا ضــــــيغمَ الطـــف طـــراً ويا
شبيــــــه الابِ الفــــــارسِ الأشجــــعِ
ويا راعيــــــاً عن رعايـــــاهُ لــــــــــم
يعطِّــــــلْه مــــــوتٌ ولم يمنـــــــــــــعِ
فرضــــــت التزامـــاً وما من محيص
على مَن وعاهـــــــا ومن لم يعـــــــــــي
بأن المنــــــايــا لأجــــــل الوفــــــــــاء
دُعـــــــاةُ انتقـــــالٍ الـــــى الارفــــــعِ
صــــــريعٌ ويدعـــــو ذوات العيــــون
هنا زينـــــبٌ يا رؤوسُ اهطــــــــــعي
نـــــداءٌ وكـــــــلٌّ عليـــــــه الخضـوع
ومـــا ظــــــلَّ حـــيٌّ ولم يخضـــــــعِ
فطـــــــوبى لبـــدرٍ أقـــــالَ الهــــلال
وأســـــرى تمــامــاً مــن المطلـــــــعِ
وطـــــوبى لأرضٍ غــــزاها الفـرات
فعفَّـــت وعاشــــت على الادمُــــــــعِ
10 \ محرم \ 1438