قصيدة رثاء
إلى الشاعر الكبير المرحوم عادل الغرابي وأخي الشاعر ماجد الربيعي
دمعي على وطني إذ يرحلُ الوطنُ
غدراً...يعزُّ عليه القبرُ والكَفَنُ
وإذ تأذَّن إن الموتَ موئلُنا
وإننا بعد أعمارٍ لنا ظُعُنُ
فاترك صحافكَ بِيضاً حين تكشفها
يدُ الجلالة والأحباب والزمنُ
لكنَّ دمعاً همى في يوم قائظةٍ
على رحيلٍ له إذ ترحل السُّفُنُ
شراعهُ كان صوفياً وأغنيةً
بَكَت على فقده الأصقاع والمدنُ
وكان عرشاً على أفياء من كتبوا
نهجَ القصيدِ وفي أبياته الشَّجنُ
لكنّ ضعفاً أصاب العود أوهنهُ
كذلك العظم إذ يستفحل الوَهَنُ
وغرَّبَت قدماه اليوم وانطفأت
عيونُ شِعرٍ سماها الغيثُ والمِزَنُ
والطّيفُ غادرَنا والصحبةُ ارتَحَلَت
ما أوجع النأي إذ تنتابه المِحَنُ
حقٌّ علينا وإيلام الهوى قدرٌ
لكنّ نأيهمُ جرحٌ له سَكَنُ
بين الحنايا وفوق القلب مسكنهُ
والثّاكِلون رجالٌ عيشهم حَزَنُ
وليس نسوة في البلوى على قدرٍ
تلك المنايا كؤوسٌ حين نُمْتَحَنُ
وكلنا راحلٌ لكنّ رحلتنا
فرق الثرى والثريا عندما تَإِنُ
فكوكبٌ كانت الدنيا تصافحهُ
وآخرٌ في ثراه الكُرهُ والعَفَنُ
كذاك عادل نجماً حين تحسبهُ
عيناه غابت وماغابت له فِنَنُ
ماغاب عادلُ إنساناً ومَكْرُمَةً
وبعد عادلَ لاشِعرٌ له ثمنُ
للهِ درّكَ يافيئاً نلوذُ بهِ
إذا استدارت علينا شمسُ مَن جَبُنوا
.................
الصورة يقف الى يميني المرحوم الشاعر عادل الغرابي وإلى شمالي الشاعر ماجد الربيعي
في آخر لقاء معه على مأدبة إفطار ببيت الأستاذ ماجد