آهٍ يا عيد
فراس المصطفى / سورية
على وسائد الطُّفولة..
كان الأمانُ رفيق زماننا..
ولؤلؤةٌ سماويّة..
ترقُصُ مع هلال العيد ليلاً..
ونسماتٌ.. ونفحاتٌ إلهيّة..
تُعانقُ روح أطفال الزُّقاق..
ويداكِ يا أُمّي مُغمّسةً..
بعجينة الكعك اللذيذ.. وخُبزٍ..
وأبي طاف في الأسواق..
حاملاً سعادتنا..
كأنّ العين كاشفةٌ..
للمعان السّكاكر.. وبسكويتٍ..
وسواد شوكولا لذيذةٍ..
مع ابتسامة الأمل..
كان الزّمنُ يلتحفُ النُّجوم.. قُرُنفُليّاً..
تنثُرُ السّماءُ قُبَل النور..
والرّبابُ يُمطرُ طعماً للحياة..
والملائكُ في سفيفٍ كالحمام..
ورحيقُ الله يلتمسُ القُلوب..
آهٍ يا بهاء العيد..
لم أركَ مُنذُ طُفولتي..
مُنذُ آخر لذّةٍ تذوّقَتْها قشعريرتي..
تعال وانظُر حالنا.. دُموعنا..
دمشقنا.. بغدادنا..
بيروتنا.. وقُدسنا..
تعال.. وامسح رأسَ يُتمٍ..
وأزِل غُبار الفقر عنّا..
بلسم جراح شفاهنا..
فالدّمُ نازفٌ.. كما جرار الخمر..
صُبّت في كؤوس تُجّار الدّماء..
تعال.. واقتلع جُنون رائحة الحُروب..
ولا تنسى نظرةً لسارقي بلادُنا..
لتعلمَ من كان يمنعُك القُدوم..
أصبح حالُنا جُثثاً مُرمّلةً..
بفيض نُحورنا..
مشاريعُ نسفٍ باردٍ..
والأيّامُ طعمُها أكفان..
...................................

