قَارِعَاتُ الحَنينِ .
مصطفى الحاج حسين .
على قارعاتِ الحَنينِ
وقَفتُ أنتظرُكِ
كانَ الضَّبابُ يرتدي العتمةَ
كانتِ الطُّرقاتُ تلبَسُ لَهفتِي
وكانَ الشَّوقُ مُستَعِراً بالتَّوجسِ
مدَّتْ ليَ المسافاتُ يدَيها
وأسندَ السَّحابُ لَوعَتِي
ليمنعَ عنِّيَ السُّقوطَ
تَكَلَّمتُ مع القَلَقِ
هَدَّأتُ بهِ هستيريا الحيرةِ
ضَمَّدتُ أنينَ القلبِ
وَفَتَحتُ للروحِ نوافذَ اليقينِ
كُنتُ كلَّما هبَّتْ نَسمَةٌ ظَنَنتُها أنتِ
كلَّما ماجَ العشبُ طفحَ نَبضي بالتَّصَاعُدِ
أمسَكْتُ الزَّمنَ لأسألَهُ عَنْ مَجيئِكِ
فَتَّشتُ الصَّمتَ عن مَسكنِكِ
عَرَّيتُ الماءَ
أغوَيْتُ القَصِيدَةَ
هَدَّدَتُ الصَّبرَ
لكنَّكِ قُطعَةٌ مِنَ السَّرابِ
أطبقَ عِشقِي على كلِّ الجِهاتِ
كَشًفْتُ عَنِ الضَّوءِ
تحَرِّيْتُ العطرَ
عَصَرتُ النَّدى
مَشَّطتُ السُّهوبَ
لكنَّكِ الحُلُمُ الذي أبحَثُ عَنهُ
وأنتِ غائبةٌ عن رَجَائِي
تَنعَمِيْنَ بالأبَدِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول