-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

على خطى امي .. صابر جاسم المعارج / العراق - المركز الثاني

 على خطى امي

صابر جاسم المعارج / العراق
المركز الثاني




لا شك أن ما آل اليه حال أمي، بعد ذلك الأتصال المريب، وعلاقتها السيئة بأبي هما سببا فشلي في دراستي.
فيما لعب تكويني الجسماني دورا هاما في التخلي عنها.
طولي يناهز طول أمي، جسدي متناسق، صدري نافر وشفتاي مكتنزتان؛ وأنا لم أجتز المرحلة الأبتدائية بعدُ!
أبي ينوء بأعباء فقدان بصره، وأمي أقصى اهتماماتها؛ الأنكباب على جوالها.
ذات مرة وكانت منهمكة في مهاتفة صديقتها؛
أشرت لها أن صففي شعري، فمشت بشكل آلي وهي تدعم حديثها بأشارات من يدها
وأتت بحذائي ووضعته فوق رأسي!
في غير مرة ضايقني بعض الصبية، وليقيني أن مسؤولية حمايتي تقع على عاتقي وحدي؛ فقد عمدت الى حمل سكين في حقيبة كتبي!
ثم استقرت تلك السكين في حقيبة يدي.
قبل عامين تقريبا، ضحىً تلقت اتصالا مريبا أسقطها في دوامة غريبة!
ارتدت أجمل ملابسها على عجالة من امرها!
تزينت، تعطرت، اوشكت ان تغادر المنزل، قدمت خطوة، أخرت.
كنت ارقبها من طرف خفي.
صوبت نظرها نحو ابي حيث يجلس مسندا ظهره الى الجدار، لاحت على ملامحها ابتسامة ماكرة!
ثم طوقتني بنظرها وبدت كما لو أنها تعتذر لي عن امر ما أو ترثيني!
أخيرا تنهدت وسارت بتأدوه نحوي، وضعت كفها على كتفي وقالت
:-لاتفتحي بابا ولا تتطلعي من خلل شباك!
ثم تقدمت صوب أبي على مضض واستأذنته الخروج لبعض الوقت..
وتكرر الاتصال...
غالبا، وبعد الساعات الطوال التي تقضيها خارج البيت، تعود خائرة القوى مخذولة. نظراتها مشتتة، لا تفتأ تفرك كفا بكف!
أخيرا ألفيتها تطلق قهقهة مقززة قبيل انهاء كل اتصال من تلك الاتصالات المريبة!
كما لم تعد تضع يدها على كتفي أو توصيني بشئ.
فضلا عن انها أهملت أستئذان أبي تماما!
كل ذلك زادني إصرارا وإقداما لمعرفة كنه اتصالاتها.
أنى تذهب؟ ما سبب خذلانها وانكسارها؟
أبي من جهته، يمور غيضا ويتقلب قلقا ويتلوى أسفا.
في الثلاثة أيام الأخيرة لم يرن هاتفها.
اليوم ومنذ الصباح الباكر شرعت تذرع بيتنا جيئة وذهابا.
قبيل الظهر انهارت أعصابها تماما!
صبت جام غضبها على أبي
:-كم أبغضك أيها الأعمى!
لم يرد، واكتفى بأن رفع عينيه اللتين تغطيهما نظارة سوداء متأكدا من اتجاه الصوت.
:-اللعنة! كيف ارتضيتك زوجا؟!
أبي تحسس الأرض بأصابعه..
:-وحتى ابنتك هذه-وأشارت نحوي- لا أعدها رابطا ذا قيمة يربطني بك!
بحركة خاطفة صوب نحوها قدح زجاج كان أمامه!
تلطخت يدها دما وهي تتحسس جبهتها، صرخت فزعة وانطلقت خارج الدار...
داخل غرفتها رن جوالها.
خطوة... ثلاث، وكان لصق أذني!
قهقة انثوية تشي بوقاحة وفجور!
:-جهزي نفسك قحبة! صيد ثمين، سجلي العنوان.......انتظرك، باي هههههه!
اوشكت أن أبادلها القهقة امعانا في اداء دور امي لكن!
وَخَزَ ضميري صدى صوت أبي
:-إياك أن تقهقهي كأمك!
... فقط عباءتها كانت فضفاضة علي بشكل لافت!
وعند ذلك الباب بحسب العنوان استقبلتني امرأة بدينة في فمها سيجارة، رمتها، احتضنتني صارخة
:-واو ستتضاعف إكراميتي!
ثم أردفت مخاطبة شخصا ما
:-يالك من محظوظ! جئتك بتفاحة طازجة هههههههه.
ودفعت بي داخل غرفة ذات إضاءة خافتة و سرير وثير.
قاومتها... صاحتْ
:-اسرع! حقنة في الوريد...
غير أن سكيني كانت أقرب الى وريدها!

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية