قيامة السماء
سعاد محمد الناصر
في الطريقِ الى كربلاء
مشيتُ
في صمتٍ وذهول!!
وفي داخلي ناقوسُ العزيمة
وطوفان الحنين
تذكرتُ
نساءً وأطفالاً
وحولهم حقدٌ دفين
استجمعتُ الكلمَ الطيب
وأطلقتُ صهيلَ الحروف
لأكتبَ فوقَ الدمِ المعجونِ بالشهادة
وحولَ قبركَ بالشغافِ أطوف
ونظرتُ للمقامِ وقدسهِ
حيثُ هيبةِ القبةِ الذهبية
وسطوةِ الأواوين
وحفيفِ أجنحةِ الروح والخشوع
ملهمًا في ذكرهم
وصوتُ الحرفِ يصرخ
في المدى متعاليًا
هو ذا عبر الفضا ضيائهُ
هو مَن أطلَّ من الفجرِ موكبهُ
حيثُ بابٌ فضيٌّ يؤدي الى ثمانِ درجات ومع كلِّ درجةٍ يصعدُ الماءُ الى ساقي رويداً رويداً وصلَ الى ركبتي ماء زلال من خلالهِ أرى أظافر قدمي تقدمتُ حيثُ
دهليز عميق ومصابيح أنارت لي الطريق حيث القبر الشريف مغموراً بالضوء ناجيتهُ:
اظهر ثمَ اختفي
أو تدري
إني على نهجكَ أقتفي
أراكَ
متلألأً بالوضوحِ الخفي
تجليتَ قبلَ وبعدَ وفي
تذكرتُ وهم ذاهبونَ أهلةً
وغماما
تركوا شبابيكَ البيوتِ يتاما
خرجوا والله يحرسهم
وكانت ملامحهم تسيلُ هلاما
شقوقَ الليلِ تسألهم
متى
ولمَ
وكيفَ
وعلاّمَ
وصلوا الصحراء
ونصبوا الخيام
وكأنها تقولُ لهم سلاما
ستبقى
وباسمكَ يجري بريدُ العزاء
تجري المراثي
على كلِّ فردٍ وكلِّ فم
ستعيدُ بموتكَ المستحيل
لتُصعّدَ وحدكَ هذا الألم
وقرأتُ في سجلِ الصابرين
رسائلاً
قرأتها بانتشاء
وكأن الحسين
يدعو لهم
بفيضِ العطاء
وكانت حكاية النهار
من كربلاء الحسين
قيامة السماء