نجومٌ وظلّ قمر
جميلة بلطي عطوي
تونس ...30 / 6 / 2021
نُجومٌ تعتلي قُبّة الأرق
نجومٌ وظلّ قمر
والأفقُ من وراء النّافذة
مُغلقُ التّفاصيِلِ
مصلوبٌ في حلقِ حكاية
نجومٌ تُغازلُ الدّجى
تعصرُ بقايا الضّوء في عينيّ
تُغري القمر
تشدُّ جدائله الخفيّة
تلوّحُ بها إلى المدى
إليَّ
تبهرِني
أُعجبُ بالشّجاعة
بصراعها والاستماتة
يُرهبُني ذبولُ القمر
تُحيِّرُني أسئلة
هلْ هو في طريق الاكتمال
ليصير بدرا
أمْ أنا في طريق الزّوال
لأصير خبرا
رحلةٌ بين البداية والنّهاية
يُهاجمها سواد اللّيل
لكنّها تحلُمُ بالقمر
تَخِزُ حِسّي
أهرعُ إلى النّافذة .. أفتحُها
منها أطلُّ
أبحثُ بالبصر عن القمر
أتقصّى هالة النّجوم
يسرحُ خاطري في المسافة
أحاولُ حلّ الطّلسم
أهزُّ أعذاق الرّغبة
فتسّاقطُ بُؤرُ الضّوء
تتوزّعُ نجوما
وأراهُ القمر .. مستديرا
سابحا في اللّجة
أراني والسّمّار على مفارش الدّهشة
ننصبُ من العجب الموائد
نردّدُ الأصوات
أصداء من عهود قديمة
ضرب عود وهمس قيثار
ألحان أندلسيّة
تزيدُ قصر الحمراء بهجة
تراقصُ الأسودَ وبرك الماء
بلْ حكايا من ألف ليلة وليلة
أركبها لأراني أجدّلُ ضوء القمر
أعْكسُه على مرآتي الصّقيلة
أعشّي عين الدّجى فيرتبكُ
ونافذتي أراها خميلة
عليها أعشاشٌ بيضاء
تؤمُّها حمائمُ
تحطُُّ وتطير
تربّتُ بالجناح على بصري
تفتحُ عمقَ بصيرتي
تغمزُني النّجوم
يبتسمُ القمر
ثمّ أغفو
لأفتح عيني على تهاليل الضّوء
واليوم يُهديني الأريج
يُعلّقُ يا سمينة في المدى
يلثمُ خدّ نافذتي
ثمّ ..
كجنين مُنتظر
معًا نخفقُ في رَحِم العهد البهيج.