حين تجوعُ الريحُ
سوسن رحروح
تأكلُ وجهَها
وتعودُ تفترسُ الحياةَ
بكلِّها
قد تُخفي جرحاً
وبحارَ قهرٍ
وابتساماتٍ خجولة
قد تستريحُ عندَ بابِ الدارِ
تُلقي بكلِّ غبارِها
على كتفِ انتظار
وتركعُ
عند ضفافِ المحلِ
تحصدُ الحلمَ الكسيرَ
أين أنتِ؟
بحثتُ عنكِ طويلا ً
دلّتِ الريحُ عليكِ
كنت أعرفُ أنّك
في عيونِ الريحِ
تنثرين الرملَ فوقَ أشباهِ المدائن
تخرجين ياقةَ العمرِ من طياتِها
تمررين فوقها العطرَ قطرةً قطرة ً
وترسمين حلماً آخرَ
في الدربِ نحو القمةِ
كان الغبارُ أعرجَ
لم بستطعْ
خلطَ الحقيقةِ بالسراب
فكلّما سقطتْ أفانينُ الضبابِ
في أتونِ المقصلة
خرجتِ وحدَكِ مشرقةً كشمسٍ
نقيةً كآياتِ الإلهِ
كم كنتِ أبهى
من سلالاتِ القوافلِ
وانتصاراتِ الرجال
عشرٌ عجافٌ
ومازالَ الركامُ مكوّما ً
فوق الرغيفِ
غيمٌ يُحاصر مرقدي
وزعيقُ تلك الموجةِ الحمقاءِ
مازال يدوي في جنون
كان يومي شاطئا ً
يلثمُ الزبدُ أطرافَ هواهُ
يفنُتهُ الشوقُ فيهربُ
من حكاياتِ الحنين
كانت قصيدتي نورساً
يلتقطُ صغارَ الحرفِ
ويطعمُ مناقيرَ الصباحِ
ضوءاً خافتاً
نصيرُ بعدَ القهرِ
مجزرةَ اشتياق
تفرّ من بين أصابعنِا الحياةُ
يحرقُ لسعُ النارِ
ألسنةَ البلادِ
الصمتُ يُطبقُ
على الوجعِ المريرِ
الشوكُ في كلِّ مكانٍ
والنزفُ يصعدُ دربَ الجُلجلةِ
هناك
حيث ينامُ الليلُ صارخا ً
على شفةِ الصغارِ
يصلبون الوقتَ مسيحاً ثانياً
وعلى حائطِ الدمعِ
يشحذون نصالَ الغِيِّ
ليطفؤوا ضوءَ النهارِ
لكن ذاكرةَ السنابلِ
لاتموت
(( فحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل))
سندقُ أجراسَ القيامةِ
في مواعيدَ بحجمِ أكفِنا
ويقوم صمتُنا من اجداثِهِ
كعنقاءِ الرماد
سنكتب عمراً بالوانٍ جديدة ٍ
بعضها حجر ٌ
وبقيةُ الأشياءِ من نورٍ ونار