الخَالَةُ كَهرَبَاء
ميَّادة مهنَّا سليمان
بقلمِ الأملِ بغدٍ أفضل.
وَأخشَى عَلَى قَلبِي
مِنْ شَهقَةِ الفرَحِ
إنْ طرَقَتْ بَابَ عتْمَتِنَا
وَفَاجَأتْنَا الخَالةُ كهرَبَاءْ!
أخشَى عَليهِ
مِن رجفةِ البردِ
إنْ أمطَرتِ الدُّنيا
وقيلَ: تدفَّؤوا بالحُبِّ!
فَلا مازوتَ
فِي هذا الشِّتاءْ!
أخشَى على الخُبزِ
أنْ يصيرَ طعامَ المُترَفِينِ
فَتبكي الحسَكةُ
حُقولَ القَمحِ
في بلدِ الخِصبِ والنَّمَاءْ
أخشَى على العَليلِ
أنْ يموتَ
بِذَبحَةِ العِشقِ لِوَطنٍ
ضنَّ عليهِ بعُلبةِ الدَّواءْ
أخشَى علَى الشَّريفِ
أنْ يُباعَ في مزَادِ التَّخوِينِ
فَكُلُّ حقيرٍ يُعاديهِ
ويحفِرُ في السِّرِّ لهُ
حُفرةَ الموتِ والفناءْ!
أخشَى على الجُندِيِّ
أنْ يبزُغَ فَجرُ الحَقِّ
فَلا تَبقى يدٌ لهُ
كي يُصفِّقَ فِي احتِفالٍ
ولا ساقٌ كي يدبُكَ
دبكةَ النَّصرِ والاحتِفاءْ
أخشَى على الشَّهيدِ
ألَّا ينامَ قريرًا
فكُلُّ شِبرٍ فِي وطنِه
يحتَلُّهُ الفسادُ
والاحتِكارُ والغلاءْ
أخشَى على العِلمِ
مِن عصَا القراراتِ
كم هرَّأتْ قفاهُ!
بعدَ أنْ كانَ المُدلَّلَ
لا يمسُّهُ ضُرٌّ ولا شَقاءْ
أخشَى على الشِّعرِ
أنْ يُحَرَّمَ بِتُهمةِ الحُسْنِ
أو يُجرَّمَ بتُهمةِ الفَضْحِ
فيُعدَمَ الحرفُ
ويُنفى الشُّعراءْ
أخشَى علَى الوَطنِ
أنْ يصيرَ وطنًا "دايت"
فنُصابَ بِهشاشةِ الأحلَامِ
وكُلَّمَا استيقَظنا
كُسِرَتْ سَاقُ آمالِنا
فَنُمضِيَ العُمرَ بِأُمنياتٍ عرجاءْ
٢٠٢١/٧/١١