حينما يَتجمَّلُ الصبرُ
في النُّفوسِ المُتعَبة
لسنينَ طوالٍ
حين تحنو عليه كحمامة
تحتضن عُشَّها فتنسى كلَّ التعبِ حين يمضي العمرُ في صبرِها الجميل
تراه مقبلاً عليها بشهادةِ التَّخرجِ
تضعُ الجنةُ على وجنتهِ قُبلةَ السماءِ
تبذرُ في روحهِ عطرَ شَقائِها
لتراه رجلاً مِلْءَ الثيابِ
تسخرُ منها الحياةُ
بضحكةٍ تضعُ فيها الذكرياتُ
ماتبقى من صورِ
تذرفُ دموعَها على روائحِ الثياب
أيُّ بؤسٍ هذا الذي سَخِرَ منه الصمتُ
سكرتْ الروحُ بوجعٍ يشتكي جرحَ الفراق
غطى الصبرُ فيه أنينَ الليلِ
حينَ غَطَّى العِلمَ لوحُ الخَشَب
حنَّ الصخرُ لها صارعَ الأتربةَ
رضيتْ بقضاءِ الربِّ
ختمتْ الحياةَ بعدِّ ذراتِ الترابِ التي غطتْ قبرَه
غسلتهُ بماءِ الوردِ
ومسحتْ وجهَها بمسكِه.