في رحلةِ البحثِ عنّي
سوسن رحروح
.........
انا امرأةٌ عبثيةٌ
مبتورةُ الأحلامِ
على شفتيّ وشمٌ مقددٌ
وذاكرةٌ هرمةْ
و قبرةٌ استوطنتْ بينَ تلافيفِ الغيابْ
من سـرابٍ
صنعتُ زورقاً ومجدافين
وإطاراً لصورةٍ ليستْ هنا
وبدأت رحلتي في البحثِ
فقدْ
نسيتُ ظلّي هناك
وأنا التي اعتدتُ وجودَهُ
خلفي
و أمامي
أنا التي لازمتْهُ طولَ الطريقِ
دونَ فراقْ
مشيتُ بلا ظلٍّ
توسّلتُ إلى الشمسِ
أن تعيرني ظلاً بديلاً
فالطريقُ الى عينيكِ موحشةٌ
وتُنْذرُ بالخواءِ
وأخافُ ذئبَ المساءْ
اخترقتْني الشمسُ
ولم تعرني أيّ ظلٍّ
لملمتُ آثار خطاي على درب الصعودِ
كانت خطوطاً واهيةْ
جموعُ العابرين لم تنتبهُ لتبعثرِي
صوتُكِ وحدَهُ
بوصلتي في طريقي الآثمةْ
للبحثِ عن ظلّي
خيّبَ ظنّي الشراعْ
صادرتني المقبرةْ
أخبَروني أنني حين السجودْ
سقطتْ مني حروفٌ
وبقايا محبرةْ
فتناهبها الجنودُ
سدّوا شبابيكَ الصلاةْ
اعتقلوا كلَّ القصائدْ
ورموا ظلّي في زنازينِ التخلّي
تُهمتي أنّي بلا ظلٍ
وأنّي أسيرُ نحوك متبعثرةْ
كان حلمي كجلجامش
في دربِ الخلودْ
وأن تمنحَني عيناك صكَ المغفرةْ
لم أجدْكِ
حين فاضَ البحرُ
وسافرَ الموجُ بعيداً
لم أجدْكِ
حين جاءَ الوعدُ قنديلاً
ينيرُ لي ظلامَ القنطرةْ
لم اجدْ ظلّي
هناك
ربما عاصفةٌ أكلتْ أحلامَهُ فتلاشى
وربما أغرتْهُ سيدةُ الحقولِ
والشواطئِ
والفصولِ
وربما ضيّعَ اسمَهُ
وتاريخَ جنونِهِ
فاختار عن دربي القفولْ
...أيها المارّون مني
أنا امرأة عبثيةٌ
لكنني احتاجُ ظلّي
فمن يعيدُهُ الى حقائب الذاكرةْ
من يحررُني من ظلِّ ظلّي