فرحة العيد
بقلم عبد الاله ماهل
تعنت وأبى أي دخيل يعفيه عبء أضحية؛ أحسن فيها الاختيار والمشترى، ويفوت عليه فرصة الظفر بثواب نحرها يوم العيد.
أعد العدة، كبر وصلى، وباسم الله كانت القبلة هي الوجهة، وبدفعة واحدة مرر السكين من أعلى العنق؛ ليتركها تنزف وتترنح في دمائها إلى آخر رمق فيها.
أقبل عليها وهي جثة هامدة، بدأها بفصل الرأس والأطراف عنها، ليمر إلى عملية النفخ وبداية رسم معالم السلخة الأولى؛
وكأنه يتسابق مع الزمن من خوفه ان يعتريها البرد ويذهب بريح حرها، لينتقل على التو إلى تعليقها، ومن ثم الإجهاد عليها بالسلخ والضرب؛ قضمة في اللحم وقضمة في الجلد، حتى أتى عليها وعلى آخرها.
لم يسلم من ألسنة الزوجة والبنات، نقد في نقد؛ وكأنهن ولأول مرة على قلب امرأة واحدة.
لم يأبه لمؤاخذاتهن، وتابع سيره إلى حيث الصدر والبطن؛ ليستجلي ما بالداخل من أحشاء.
تريث قليلا، وبمنتهى التأني والحذر انسل منها خارجا وبسلام بذلك العضو "المرارة"؛ ليترك الباقي على عاتق الزوجة.
لم يتبقى له إلا الرأس والأطراف. اضرم النار فيهم حتى تشيط ما عليهم من شعر وصوف؛ ليترك أمر شفط ما بقي عالقا بهم على عاتق البنات.
أحس أن مهمته انتهت بسلام ولا حجة لهن عليه؛ ليهرع من ساعته إلى الحمام ويتملى بحمام دافئ، يريحه وعن آخره عناء شغل لم يعتد عليه بالمرة.
ألقى بنفسه على السرير، أشعل سيجارة، اخذ منها نفسا عميقا سرعان ما نفثه بعيدا بعيدا، ليعود ويحتسي جرعة شاي أخضر معتق بنعناع بلدي ما زال أريجه على خده.
انتهى الشواء، وضبت المائدة؛ فكانت أم الولائم، ليخلد الجميع إلى قيلولة؛ وكأننا أمام استراحة محارب.
قربت الشمس نحو المغيب، وخيف عليها الحر والتلف، وبإلحاح من الزوجة، قام يتلكأ في مشيته إلى أن وصل إليها.
تربع أرضا، وعلى مضض منه شرع في تقطيعها قطعا قطعا، وزوجته بالمرصاد تعبئ ولا تنفك عليه إلى أن صار قاب قوسين او ادنى من الانتهاء منها، ليجد نفسه وبالخطأ يتلقى وخزة من سكين بيده أسفل رجله اليسرى.
وكأن فرحة العيد لن تستقيم حلاوتها إلا على طعم لسان زوجة سليط او وخزة نصل سكين او كليهما معا.
عيد مبارك وكل عام وانتم بألف خير....
تأليف: أ. عبدالاله ماهل
المغرب