سَفر في طرقات القصيدة
أحمد مانع الركابي
هل أنتَ فعلاً في الزمانِ حطامُ ؟
تصحو وتغفو عندكَ الآلامُ
أم أنتَ جرحٌ في سطورِ قصيدةٍ
ما أفصحتْ أوجاعَكَ الأقلامُ
غادرتَ فيها ألف صبحٍ كاذبٍ
كي لا يقالَ عن الضياءِ ظلامُ
ورحلتَ نحو حكايةٍ أميالها
للآنَ ما وصـــــــلتْ لها أقدامُ
البعدُ قربٌ ... كيفَ يبلغها الذي
في عقلهِ قد عشّشتْ أوهــــامُ
ولذاكَ رؤياكَ المحبة لم تزلْ
مجهولةً في أفقها الأرقــــــــامُ
عند التأمّلِ حينَ ينطقُ صَمتُها
يروي إلى ظمأ القلوبِ غمامُ
كم كنتَ تبني ما يهدّمُ آخرٌ
فكأنّ حرفكَ للــنزاعِ ســلامُ
كم كنتَ تزرعُ في القلوبِ خواطرا
لـلآنَ تثمرُ عندها الأيّــــــــــامُ
فجميلُ حزنكَ لو يرون سعادةً
إذ أنتَ تبني لو هــــــناكَ حطامُ
لا زلتَ تَحتقرُ المقاييس التي
فيها يقبّحُ للجميلِ كــــــــــــلامُ
وتدورُ حيثُ يدورُ حقٌّ ... كيفَ لا
ولك المبادئ في النضالِ حسامُ
هذا خياركَ فالحياةُ قصيدةٌ
فيها لمطلع ما ابتدأتَ ختـــــــــامُ

