النزوح
أ . محمد العبيدي
في الأفاق
حيث يسكن المدى
ترحل ألأفكار الصامتة
العيون المثقوبة بالعتب
تنتظر عودة أرواح
تاهت في الطريق
أزمنة مسافرة يأكلها
عبث التأريخ
جثث الساعات متناثرة
على أرصفة الزمن
كثير من الأسئلة
ضاعت تحت أقدام الاحتضار
تاهت بعدها رسائل العودة
المدى مارد كبير يبتلع الأشياء
كل من غادروا لم يعودوا
لم يمنحهم الحاضر فرصة القرار
ألم انسحاق الضلوع رهيب
فقدوا بوصلة الحياة
عيونهم الباحثة عن الطريق
غطتها دموع الإحتياج
الأشجار بلا ظل ولا ثمار
تسقيها دموع المودعين
المحطات لا يؤكل فيها غير الوقت
أقدام الصمت تدوس
أفواه الأحزان
علامات الطريق رسمت
بألوان مغشوشة
تمسحها أصابع
من يكره لغة الألوان
أنا أقف في بداية الطريق
أنتظر الماضي الذي تركته
يلملم الجراح
وأرافق حاضري المصاب
بأمراض العصر
المدى لا يفصح عن من
ينتظرنا في نهاية الطريق
ترى ماذا أفعل..؟
أأهرب مع الفارين
من جراحات الماضي..؟
لتأكلني أرصفة الترحال
والعلامات المشوشة
أم أبقى مع حاضر مريض
يحاصره الزمن بعقارب مكسورة
تهرب منها الدقائق نحو اللازمان
الأختيار صعب والطريق أصعب
والفشل سلعة تباع في الطريق
يرتديها الجميع لتقيهم سياط الهروب
القرار برأسي يدور بلا عنوان
والانتظار يأكل أفكاري
والجنون على أعتاب مدينتي
يأخذني إلى النسيان