كُـــوخ شــاطـئِيّ
أ . أفراح الجبالي
بعَـد الكـوخِ الشـاطـئيّ يُـوجد سيـاجٌ
وضعـتُ صيْـفـا ، بـعشريـن دقيـقـةٍ ، فـوْق شخصٍ يمـرُّ
كان القرصُ القمريّ رماديّـا
وخلـتُ أن الشـاطئ يحمـلُ على ظهرِه مُـوسى الحجـارة :
الشـابُّ يحقِـنُ جـسـدَه .
الشـابُّ يحقِـنُ جـسـدَه
يَـتركُ مـوْجةَ الانتِـهـاءِ تَـتمـدّدُ حتـى أعلـى شعـرِه اللامِـع
خـدَرٌ ، لابد لـذيـذٌ ،
نـوْعٌ من المشـاعـرِ التـي يـقـوم فيـهـا الـوداعُ بـوَخْـز العـالَـمِ.
كـل الليـلـةِ قضيْـتُـهـا أتـقـيَّــأُ :
مِـشـيَـتَـه المُـتعـرّجـةَ وهو يَـبتعـدُ فـي الظـلامِ
إبْـرةَ الإحكـام فـوق الرمْـلِ
عـددَ القلِيـليـن في ذلك السائـلِ ، أ هو سائـلُ الـ "مرحبـاً" ؟
أيُّ سيْـفٍ يعنـي شيئـا مُهِـماًّ ، وانْـبَرى يُـمزّقُ أعصابـاً لن تظـلَّ قـويّـةً
لا تفعـلُ شيئـا ، والعـالَـمُ يمـوتُ
أيّ شيء ألـيْـسَ كـذلك ؟؟!
بعد الليـلـةِ ، يُـوجدُ الكـوخُ
سيـاجُ الحديـقـةِ الشـاطئِيّـةِ ما يزالُ هُنـا
البحـرُ
الـوقـتُ المـبكِّـرُ
حبيـبِي نـائـمـاً على طرَفِ الوِسـادةِ الهـوائِيّـة فـاتـحـاً يديْـهِ
سقـفُ السَّعـفِ الـذهبـيِّ
رسالـةُ أمّي في مسجّلـة الهـاتِـف
نمْـلٌ يَـلعـق كـؤوسَ الـسَّهـرةِ ، سيـذهبُ للـمشْـيِ مُـتـكـسِّـراً عبْـر السِّيـاجِ
ما يزالُ هُنـا ، ما يُـمكن أن يَـجعلـكِ تَـقـفِيـن ثـابِـتـةً
ومُـنـغرسَـةً
بينمـا الشابُ ذاك ، يواصل ألـمَـهُ داخـل جـسدِكِ الخـاص
شـابٌ ، لم تَـتـفـرَّسـي حتى فـي ملامـحِ وجهِـهِ ، ربمـا يـكـون أيّ شخـصٍ
قـد يـكـون حتى هـذا العـائـد فـي صوْت السَّـمَـكِ
قـد يكـون السُّـمْـك الذي طعـن البِحـارَ كلَّهـا
بيْـنـمـا تُـواصل - الآن - سـريـانَـها فـيـكِ
قـد يـكـون نـتُـونـةً
تـحـوِّلُ المسـافـاتِ إلـى غـريـبٍ - يـعـرفُـهُ الجميـعُ -
وجـاءَ
ليَـغْـرس في رمْـل الـقمَـرِ
كَـمًًّّـا مِن الـنقـصانِ في عـالَـمٍ نـاقِـص.