في حَضْرةِ الْوَجْـــدِ
أ . ناظم الصرخي - العراق
كُنْــتَ وهْـــمًــــا مُعَــرّشًـا في أناتــي
ســــرُّ روحٍ عَــــــلَا ذُرى النَّاظِـــــــــرَاتِ
هـائـمًـا تَتْبــع السّــــــرابَ الْمـوشّـــى
تَشْتكي الشّكَّ في لظى الْمُوقنَاتِ
أَيْنَ تَـمْضي وروُضةُ الْعُمْـــــرِ تَشْكُو
مِنْ جَفَــافِ الضّـروعِ والشّـــائِكَـــاتِ
إذْ ترى!!ما اسْــتجابَ للْحُــــلْمِ عَـتْـقٌ
يَرْكَــــبُ الْبَحْـــــرُ صَهْـوةَ الْغَـــائِـلَاتِ
أو همى فَــوْقَ مُجْــدِبٍ مِنْ نُفُـوسٍ
يُلْجَـمُ الْفَجْرُ عن شــــذا الأمْنـيَــــــاتِ
لا تَـــذرْنِـــي فـقـــدْ تَـوَارتْ سُــــعُــودٌ
كلَّ جَــفْـني وقَـدْ ثَـوَى بالسُّــــبَــــاتِ
قدْ طَوَاني الْهـــوى بلا وشْمِ رَمْـسٍ
عَـافَ روْضي مِــدَادُ عِطْــــــرِ الـدَّواةِ
ضُقْـــتُ ذرْعًــــا بِمُـفْـرطــاتٍ توالــتْ
قضَّتِ الْمَضْجعَ السَّقيــمَ السِّمَـاتِ
لا أنا مـاســــــكٌ لحَــــــاظَ الأمــــانــي
لا أنا غــائــــبٌ أُجَــــــــاري مَمَـــــاتِــي
نُصْبُ عيـنِيْ مَحَـافِــلًا مِنْ شُمُوسٍ
أرْتَـقِــيــــها مـولّـيًـــــا مُـحْــبِـــطَــاتـــي
ربَّ لَـسْــــــعٍ يُضيْـئُ عنَّـا الْحَشَـــايــا
ربَّ غَـيْـــــــمٍ يُفــكِّــــهُ الْعَــــــــابِسَــاتِ
رُبَّ سِــــــرٍّ مِن اِنْكِسَـــــارِ الْمَـــــرايـــا
قدْ تَسَامى بِكَـشْفِ ما في الـذّوَاتِ
فـارْتـــداءُ الوجــــوهِ داءٌ خـبــــيـــــــــثٌ
واحْتِـــقـانٌ على مَــدى البـاصـــــرَاتِ
كُنْــهُ هـذي النُّـفـوسِ كـونٌ صَغِيــــرٌ
شــــائـكٌ في تَضَــــاربِ الْـكــــائـنَــاتِ
في اِخْتِــــــلافِ الْمـــذاقِ بونٌ كبيــــرٌ
عَــنْ شُـــــــرودٍ بِأعْــيُــــــنٍّ زائِغَــــــــاتِ
رَمْيَــــةُ النَّــــرْدِ صادَرتْ نَزْفَ عُـمْـــــرٍ
مُتْــــرَعٍ بالْعَـطـــا نُضَــارُ الصِّـــفَــــاتِ
والْحَنَــايــــــا تُعَــــانقُ الشُّــوقَ طُـــــرًّا
غَـيْـمُــهـا ما أَخَـــابَ حَـدْسَ الْفَــــــلَاةِ
لانْتِـشَـــائي عَـــوالـــمٌ حَـــــارَ فيــــــهَــا
سَـــادنُ الصَّحْـوِ فاشْتَــكـى للْسُـــقَاةِ
كُنْـتُ كالنَّهْـــرِ أَقْـتَــفــي سِـــــرَّ خُـلْــــدٍ
في نَـقَـــــاءٍ تَـقُــــودُني مُحْـظِـيَـــاتـــي
أبْعثُ الْعِـطْــرَ في شَهِيـقِ السَّواقي
أَنْتَـقِـي السِّـحْـــرَ للــرُّؤى الْحــالِمَــــاتِ
ديـدني الْحــــبُّ لا أَهَـــــابُ الْمَنَـــايـــا
أَنْـزفُ الـــرُّوحَ صـارِخًـــــا بالشَّـــتَـــــاتِ
جـوْهــرٌ مِنْ نَدى السَّــمَـــا قدْ تَجَــلّـى
يزْرعُ الضَّـوْءَ في الْخُطى الْكَالحَـــاتِ
أسْــجــدَ الْهَــمَّ صـــامـتًـــــا فـي دروبٍ
شَـــــــارِداتٍ تَــنُـــــوءُ بالـدَّاجِـــيَــــــــــاتِ
منذُ ٍ حيـــنٍ أسَــــرَّ فـيْـنــا الحَنَــــــــايــــا
وارْتقــاهـــــــا عُــــروشَــــها النّـيِّــــــــرَاتِ
بانَ نبْـــــعٌ بمهْمـهِ الْعــمْــــــرِ يَسْــــــري
فانْـسَ ما فاتَ واقْـنـــصِ الْمقْبِــــلَاتِ